21 ديسمبر، 2024 11:33 ص

حظر حزب الله أم تضييق الخناق على النظام الايراني؟

حظر حزب الله أم تضييق الخناق على النظام الايراني؟

عندما بادرت وزارة الداخلية الالمانية قبل أيام وبصورة رسمية حظر کامل ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية، فإن هذا الحظر وإدراج هذا الحزب التابع للنظام الايراني بصورة علنية لاتحتاج لأي دليل أو إثبات، ضمن قائمة المنظمات الارهابية، ليست مجرد خطوة أو إجراء عادي من جانب دولة مهمة وذات علاقة مميزة مع النظام الايراني بل يمکن إعتباره بمثابة أکثر من تنبيه أو لفت نظر لطهران.
هذا القرار الالماني يمکن إعتباره بمثابة ليس إنتکاسة للجهود المکثفة التي بذلها النظام الايراني من أجل المحافظة على موقف أوربي متحفظ بعض الشئ ازاء حزب الله وإنما فشل کامل لها خصوصا وإنه يأتي على أثر تصنيف الولايات المتحدة الامريکية وبريطانيا حزب الله ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وهو يفتح الباب على مصراعيه أمام فرنسا والنمسا لکي تنضمان الى إتخاذ نفس الموقف علما بأن فرنسا هي الاقرب حاليا بعد موقفها الجدي الرافض لإطلاق النظام لقمر صناعي عسکري للفضاء ووفدانتها له، ولأن حزب الله وکما تراه معظم الاوساط السياسية والاعلامية يد للنظام الايراني ووکيله في إثارة وإشعال الحروب والفتن في المنطقة، فإن التضييق عليه بهذه الصورة بعد أن قام النظام الايراني بصرف وتبديد عشرات المليارات من أموال الشعب الايراني عليه، يعتبر ضربة موجعة للنظام وإحراج له أمام الشعب الايراني الذي شعر ويشعر ليس بالضيق وإنما بالغضب من إهدار أمواله على هکذا حزب مشبوه ومکروه ليس من المنطقة والعالم فقط وإنما من الشعب اللبناني ذاته.
عمالة وتبعية حزب الله للنظام الايراني کما أسلفنا لاتحتاج لأي دليل أو إثبات بعد أن أکد الامين العام للحزب حسن نصر في أحد تسجيلاته المصورة قائلا: “أقول للعالم كله، موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، ما حد إله علاقة بهذا الموضوع” وأضاف”طالما في فلوس بإيران، يعني إحنا عنا فلوس، بدكم شفافية أكثر من هيك؟ ومالنا المقرر لنا يصل إلينا”، وهذا الاعتراف لايمکن لدول کالولايات المتحدة الامريکية وبريطانيا وألمانيا إن لم تأخذه بنظر الاعتبار وهي تتخذ هکذا موقف من هذا الحزب الذي يمکن إعتباره أحد أجنحة الحرس الثوري الايراني، ولاريب من إن إنضمام ألمانيا لمسيرة التضييق على حزب الله له يجري في ضوء أحداث وتطورات مهمة لايمکن تجاهلها أبدا وأهمها:
ـ إن الانتفاضة في لبنان قد تجددت ضد الفساد المستشري في لبنان والذي لحزب الله فيه حصة الاسد.
ـ إن الحديث في العراق قد إزداد بشأن الدور المشبوه لحزب الله في الشأن الداخلي وتجاوزه الحدود المنطقية ولاسيما من حيث الدور المناط بالمدعو کوثراني!