23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

حضور العامري في الجبهة لا يعفي وزراءه من المسائلة… رجاء

حضور العامري في الجبهة لا يعفي وزراءه من المسائلة… رجاء

في عراق ما بعد التظاهرات، بدا التمييز بين حالات الفعل باعث المسيء او الباعث على الثواب، امرا ملحوظا وظاهرة صحية تبعث على الامل، في نجاح سلسلة الاصلاحات وسلامة الاعتراضات.

هي باختصار: ان تكون جيدا وفاعلا ممتازا ومؤثرا ونزيها وقادرا على بناء البلاد وسياسة العباد، لا يعفي النظر الى حواشي الامور ومسائلة ذويك واهلك وحاشيتك واقربائك وحزبك وفصيلتك التي تأويك!! وهذا هو الرهان اليوم في شعار “من اين لك هذا؟”، والمقصود بـ(لك) لست وحدك سيدي المسؤول بالتأكيد، بل كل الفئات المشار اليها انفا…

واحد من الشخصيات التي اثبت مقدار جدارة فائقة وتجرد عال لا يدانيه ريب، هو القائد الميداني (هادي العامري)، الذي ترك مقاعد البرلمان وتوجه نحو الجبهة ملتحفا التراب مع رعيته، ياكل مما يأكلون وينام حيث ينام الجند، وصدره عرضة لرصاص الدواعش كما صدر اخوانه واولاده من ابناء الحشد، ولا دليل اكبر مما قدمه ويقدمه يوميا من قادة الصف الاول لحزبه ورفاق دربه، ثم ليكشف الواقع بعد ذلك زهد اولئك القادة وشظف العيش الذي كانوا فيه، قادة بحجم (حاتم المحمداوي) المعروف بابي منتظر المحمداوي وابو حبيب السكيني وقبلهم العشرات كالسريح والصبيح وابو غازي التميمي وابو شرار واخرين ملئت صورهم وسيرتهم صفحات الانترنت كانوا خير مثال على زهد الدنيا، لم يكن لهم منازل فاخرة وعجلات باحدث الموديلات، لا ولم يكونوا من اهل المناصب واصحاب السلطة، كانوا ابسط مما يتخيله حتى هادي العامري نفسه، الذي اظهرته قناة الغدير التابعة له وهو مندهش حين زار بعض بيوت القادة معيته بعد استشهادهم!!

كل ذلك في سفر مرقوم، موضع احترام وتقدير كل الشبيبة ممن رفعوا شعارات التغيير وطالبوا باصلاح الحال، ولا ادل على ذلك من هتافاتهم للعامري وعدم التعرض له بصغيرة وكبيرة، فحفظ الجميل ورد الدين يبدو من اوليات النجاح لاي تغيير شئنا ام لم نشأ.

لكن بالمقابل، لا يعفي ذلك من مسائلة الوزراء التابعين لكتلة هادي العامري، فهم شأنهم شأن الاخرين: خطائون، لهم ايجابياتهم ولهم سلبياتهم، لم استراتيجة ادارة خاصة قد تنجح وقد لا تنجح، والاهم لهم حواشي وبطانة، وهي قد تكون فاسدة مفسدة وقد تكون صالحة موضع احترام وتقدير الجميع..

وما ذكر قبل ايام مثلا، من استقدام وزير الداخلية للسيد وجيه عباس الاعلامي البارز ومساومته بين ترك الوظيفة او الاستمرار بعمله في وزارة الداخلية، قد يبدو في سياق تبرير الفعل انه من اجل انضباط العمل وابتعاد افراد الداخلية عن التجاذبات السياسية والتحيز لفئة دون اخرى وما الى ذلك، ولكننا اعتدنا ان نسمع من تلك الاقاويل ما يصم الاذان ولا يدخل القلب، وهي اساليب اشبه بالتي كان يساوم بها ازلام النظام، لا تبدو مقبولة، وليست في محلها الان..

هل يعلم الوزير ان ثمة احترام لازال الناس يبدونه لهادي العامري منعهم من التعرض لشخصه، فهم انما يقدرون تلك الشيبة الممزوجة بتراب الجبهة وبارود البنادق، على مقدار السلوكيات الخاطئة التي سلكها ولازال معالي الوزير، بدءا من تردي الاوضاع الامنية وانعدام الخطط المدروسة الى القرارات الانفعالية والتصريحات الفارغة، وصولا الى نفوذ اخوان الوزير واولاده في الوزارة بشكل لا يخفى على احد.

اذا كنا ننتقد وزارات الكهرباء والدفاع والنفط والمالية وسواها، فلا شك ان وزارة الداخلية هي الاهم! وان مقدار الاحترام الذي وضعته الناس لشيبة العامري، قد لا يمنع من باب الوفاء للرجل بالتذكير بان يطهر وزارته من الفشل الذريع الذي منيت به، فللعامري حق علينا ان ننتقد ذويه ووزرائه ونعرف بفشلهم، لاننا لانريد لتاريخه الجهادي هذا ان يساء له بوزراء سيئين…

كما ان الاحترام والتقدير والاعتزاز هو بمقدار تفاني الشخصية لا رهبنة ولا صناعة دكتاتوريات ولا شيء من ذلك، فنحن من انتقد العامري على فعل ابنه المسيء واليوم ننتقده على فعل وزراءه وابرزهم وزير الداخلية بعد حادثة اسواق الهويدر وخان بني سعد وجميلة ومدينة الصدر وسواها، مثلما ننتقد وزير الاتصالات حسن كاظم على بعض الاسماء المشبوهة في وزارته ومصادر العمولات والكوموشنات كمدير مكتبه عماد الاسدي والتاجر المعروف بحجي اسعد الذي يدير عمليات عمولات الوزير ويقيم حاليا في لندن ..

ان وقفتنا كاساتذة واعلاميين تضامنا مع وجيه عباس، ليست مشروعا شخصيا انه اعتراضا من جوانب عدة اولها منع استبداد الداخلية بان تتحول الى مؤسسة قمعية للفكر، وكذلك ان يصادر حق الرموز الوطنية التي افرزتها ازمة داعش ومن جملتها القائد (هادي العامري).