أن تكرّرت ذكراكِ المرميةُ علَى قَارِعَة الوجدان، واهتزت خصل الشَعّرِ لديكِ علَى خيالي الطروب،لا بأس،، في كلٌّ عودةٍ لكِ أنا أحلم بلون شعرٍ مختلف،بأحمرِ شفاهٍ أخر، بفستانٍ لا يُشبه الليلةَ الماضية،فَقَط العطر لا يتغيّر، وهذا ما جعلني أتمسك بنَفس الرغبة الّتي تأخذ يدي دونما وعي إلى مسك خصركِ، أتحايلُ علَى الْحُلْم ان لاينتهي وأنا أمسك ذَلِك النّصف المرن من جسدكِ واجذبه نَحْوِي، نستدير ونتمايل علَى أنغام ليلٍ بلا بشّر! عالمٌ فيه اللّيلُ من خليقتنا نَحْن،صناعةً روحية تتسامى خارج الوجود، نَحْن نرقص طيفاً، ونتمايل بخفةٍ بلا أجساد، ارواحٌ هائمةٌ لا تلمس الأرض،خفيفةٌ طائرةٌ بالفضاء، تتلاصق بكل انحناءةٍ وميل، وترجع تتباعد عِند النغم المستقر، سأخبرهم بكل شَيْء! سأخبر أهل هذه الأرض المتعبة! بأن في الحلم أمل، بالخيالِ أنثى، وجوداً رمزياً أكثرُ لطفاً مَن وحشيتكم، سأخبرهم عن ذَلِك الرّقص التوحيدي الَّذِي جَعَلنْا آحاد، عن السماء ” الصديقة” الّتي ضمتنا واعتنقت أرواحنا، عَن هؤلاء البائسين الذين لم يعرفوا شيئاً عن الحب والرقص وتحولوا إلى جراثيم! تُهاجم السعادةَ والمرح، عَن الذين مَاتُوا ولم يحققوا تلك الرقصةَ في عالم اليقظة، عَن الذين يقفون علَى حافة الْحلم ينتظرون ملاكهم صَاحِب العطر المميّز، عَن الذين مَاتُوا ولم تمّت أحلامهم وَلا رقصاتهم الخالدة في ذَلِك ألعالم الَّذِي يحتفظ بنسخٍ كثيرةٍ عَن عشاقٍ رقصوا هنا، واستمتعوا بلذةِ الانعتاق مَن عبودية القَدْر، نسخٌ من جَمِيع هؤلاء المضطهدين في هذه الأرض، الذين صرعتهم الإرادات والأعراف الدينية والاجتماعية،والذين كَانُوا يحمِّلون مشروع حب، فأنكرتهم الأرض! وإحاطتهم السماءُ بعطفها، هناكَ تقابلوا يرقصون بلا آثام.
“عندما لاتجد منفذاً للخروج مَن المآزق الَّذِي وضعك به أهل هذه الأرض فأصنع حلماً،سيظهر لك بالنوم ومَن ثمّ تراه حقيقًةً”
المَجدُ للحُب…..