حصر السلاح بيد الدولة وكذلك قرار الحرب والسلم

حصر السلاح بيد الدولة وكذلك قرار الحرب والسلم

عندما كانت جيوش محمد الفاتح تتسلق اسوار بيزنطة كان رجال الدين فيها يتحاورون عن حجم ابليس .. الملائكة ذكور ام اناث.. الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة.. النتيجة كانت ان البيزنطيين خسروا كل شيء ولم تنقذهم البيضة ولا الدجاجة فعلت..

يتكرر الأمر لدينا اليوم، ماذا يقصد السيد الكربلائي بحصر السلاح؟؟ اي سلاح؟؟ سلاح الحشد ام العشائر ام الفصائل المسلحة ؟؟ والكل يعلم ان المطلق يؤخذ على اطلاقه ، والكل يعلم ان هناك بيئة دولية وبيئة اقليمية تتشكلان على نحو جديد ، وأن عمالقة النظام الدولي أنهوا وسينهون ما تبقى من المبادئ والأخلاق والحياء في تعاملهم مع الضعفاء ولتحديد مفهوم الضعف في البيئة الدولية القائمة اقول انه من لا يمتلك التقانة ، فالتقانة اليوم هي التي تحمي الارض والعرض والكرامة والشرف .. بغيرها لا حل لك الا بالتحالف مع القوي كي يحميك مقابل نسبة من الموازنة ونسبة من الاستقلالية والكرامة ، من لا يملك ف35 وأي 10 واس400والصواريخ فرط الصوتية .. هذا هو الضعف الذي لن تقويه الأخلاق والقيم والشعارات والأمجاد الإمبراطورية عربية كانت ام فارسية ام عثمانية.

نعود الى خطبة السيد الكربلائي لنقول انها جاءت بعد سنين تسع من التوقف .. بدأت بعد ان قالت المرجعية (( بحت اصواتنا)) لنقول انها تأكيد على نهج سابق ، فلم تتوقف المرجعية يوما عن نقد الفساد دون جدوى، وهي نفسها التي لم تعط مجالا واحدا للشك بأنها تدعم قيام دولة مؤسسات عراقية من خلال مواقف كثيرة اهمها فتوى الجهاد الكفائي يوم قالت (( تطوعوا في القوات الامنية)) ولم تقل شكلوا حشدا شيعيا وسنيا وكلدانيا ، ولم تخرق الدستور (( يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة)) والقوات المسلحة هي الجيش والبحرية والقوة الجوية والدفاع الجوي وحرس الحدود هي الجهة الوحيدة المخولة بحمل السلاح والدفاع عن العراق ، بل يمكن القول ان ادخال الشرطة الاتحادية في الحروب السابقة غير دستوري ، فضلا عن ان تشكيل قيادة القوات البرية في الجيش العراقي غير دستوري ايضا .. هذا هو الدستور وهو لا يسكت بمجرد الارتباط بالقائد العام الذي ارتبطت به حتى قيادة عمليات بغداد وجزء من الاستخبارات العسكرية وكأننا لا نمتلك وزارة دفاع او رئاسة اركان جيش .

هذا هو الموقف الشرعي والموقف الدستوري اما النظام القانوني العراقي فهو كباقي القوانين في العالم يرفض بشكل مطلق وجود قوة مسلحة خارج اطار الدولة ويحاسب بشدة وقسوة ارتباط المسلح بجهة اجنبية تحت اية ذريعة كانت .

هل هناك شك في خطورة المرحلة على المشروع الإيراني المثبت بدستورها؟؟ وهل هناك غموض في شكل الشرق الاوسط الجديد الذي رسم منذ زمن ليس بالقريب من لدن امهر الرسامين وأكثرهم عنجهية وطموحا غير مشروع منذ سايكس بيكو لحد الآن ؟؟ وهل ان الحرب انتهت كما يتوقع البعض؟؟.

بتقديري المتواضع الحرب تنتهي في حالتين اولهما وجود ايران دون تخصيب .. بعدها تنزع صواريخها فرط الصوتية القادرة على اختراق القبة الحديدية ، ومن ثم المسيرات المتطورة.. يتزامن مع ذلك ان تتخلى عن اذرعها خارج ايران وأن تتخلى الأذرع عن سلاحها وتكون الحلقة الاخيرة غياب الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي

هذا يعني ان تتخلى ايران عن مشروعها المحدد في الدستور الايراني والذي يشير الى ان مهمة الجمهورية الاسلامية توحيد (الأمة) الاسلامية ثقافيا واقتصاديا وسياسيا كون امريكا واوروبا و(اسرائيل) ترى انه لا يعدوا ان يكون توسعا سياسيا يهدد مصالحهم ، وقد تراه روسيا والصين بنفس الروية في مراحل متقدمة ..

ايران لا تزل عند مشروعها وبالتالي فهي قد تتعرض لضربات قوية سترد عليها الى ان ينفذ الخزين ، خصوصا وأن نتنياهو اليوم مستعد لقبول دمار نصف اسرائيل لتحقيق اجندته..

اخيرا لم اتدخل بخيارات ايران في كل كتاباتي المنشورة عن ايران وألى زعمائها سوى النصح بأن البرنامج الذي بنته سبعينات القرن الماضي لم يعد يتوائم مع البيئة الدولية والإقليمية وهو يحتاج الى تعديل وتطوير.

ويبقى العراق المتعب الذي بدأت حروبه قبل نصف قرن ولم تنته نصيحتي لأصحاب الرأي فيه هي نفس نصيحتي للرئيس الاسبق صدام حسين بدراسة قدمتها له خلال لقاء مع المواطنين في نيسان 2002وتلخصت فقرة منها ب (( اننا نعول احيانا سيدي على الصين وروسيا والشارع العربي وهذه كلها لها ادوار اما هامشية او مكملة ، وعندما يتكلم المدفع الامريكي ستخرس كل الاصوات ونجد اننا وحدنا في الساحة بكل ما نملكه من ضعف مقابل امريكا بكل ما تملكه من قوة وعنجهية وسيضيع البلد.)) وحصل ما حصل .. ولعله من المفيد ذكر فقرة اخرى (( يبدوا ان لا مناص سيدي من تفعيل محور طهران بغداد دمشق لأننا الثلاثة في قارب واحد مثقوب في بحيرة مغلقة)) .. ويقولون ان التأريخ لا يعيد نفسه…

أحدث المقالات

أحدث المقالات