23 ديسمبر، 2024 12:24 ص

حصتنا ….وحصة الأسد

حصتنا ….وحصة الأسد

الاستبداد ديدن الطغاة المستبدين نجدهم يتبجحون بذلك يقسمون المقدرات والأرزاق وفق أهوائهم ورغباتهم ,ويزيدون في العطاء لمن يدين لهم بالطاعة العمياء,ومن يستعد لفعل أي شيء لهم  سواء بقتل الناس دون ذنب مرضاةٍ لهم ,أو الترويج لهم بصورة مغايرة عن واقع الحاكم الدنيء بسلوكه فيظهرون أنه صاحب عدالة ورحمة ومتقي وورع ويتعامل بسواسية من دون تفرقة ,ولكن الحقيقة أنهم يتركون الناس يبحثون في جبال القمامة بحثاً عن رغيف خبز صالح للأكل ,وهم يتنعمون بما لذ وطاب وما تشتهي الأنفس ومعهم حاشيتهم ,نظام الفوارق والطبقية يستخدمونه لزرع التفرقة بين مجتمعاتهم ,العدالة الاجتماعية تشكل ناقوس خطر في حكمهم ,المقايضة على الثوابت لا يمكن لها الصمود في ظل بيتٍ فارغ من الطعام وأطفال يتصارخون ويتضرعون الألم من الجوع ,كم يصمدوا ويتحملوا ؟ لن يبالوا الحكام المسيئين أذا قضى الشعب مصرعه بالموت المجاني ,مشكلة موسى (ع) مع فرعون عصره ,ليس في قضية التوحيد تحديداً ,وإنما لأن فرعون سعى لمسخ هوية الفرد وارد منه أن يكون عبداً له ,والعبودية هنا تعني التنازل عن إنسانيته وثوابته وقيمه ,وعندئذ يتحول هذا المخلوق المكرم عند الله لأداة طيعة بيد طاغية ,و الانكى من ذلك فأنه يريد أن يورث له ثقافة العبودية في سلوكه ونهجه حتى بعد رحيله ,بدلاً من الكرامة والعزة بالذات ,كل ذلك بسبب الفقر المتقع …فقر المقايضة والمساومة ,وسطوة سلطة القوة المفرطة التي استخدمت مع الرعية في إرهاب لكل من يخالف خطه فيكون المصير (موت أحمر) .يحكى أنه :اتفق أسدٌ وذئبٌ وثعلبٌ على أن يتعاونوا في الصيد ,ويتقاسموا ما يصطادون من الحيوانات فصادوا حماراً وغزالاً وأرنباً .ففال الأسد للذئب :أقسم أنت .فقال الذئب :
الحمار لك يا سيدي ,والغزال حصتي ,والأرنب ,للثعلب .
فوثب الأسد على الذئب وافترسه ,ثم قال للثعلب :أقسم أنت .
قال الثعلب :
الحمار لغدائك يا سيدي ,والغزال لعشائك ,والأرنب لك بين الوجبتين !
فقال الأسد :
ومن علمك هذه القسمة العادلة؟؟؟
أجاب الثعلب :
قسمة الذئب يا سيدي  !!
الأنظمة المستبدة ليس همها سرقة ونهب أموال شعوبها ,فالسرقة ستحصل شئنا أم أبينا لأنهم متولين على مقاليد الأمور المالية وبيدهم القرار السياسي ,أنما بسرقة هويتهم واستبدالها بهوية جديدة تصاغ حسب أفكارهم المنحرفة ,هوية لا تحتوي على الصدق والالتزام والثبات والمبادئ مجردة من كل مقومات بناء الإنسان لا توجد هنالك حصة لهم من وطنهم ,فالحصة الكبيرة هي للأسد وهو ملك الغابة والغلبة له والناس بسطاء وضعفاء ,ينتظرون مجيء الليل ليغلقوا باب دارهم  بحثاً عن الأمان ,ما يشغلهم هو كيف يأتون بالقمة العيش من بين زحام أفواه ضباع تريد أن تلتهم لقمة غيرهم .