يحاربنا المالكي وطهرانه بالتاريخ وأدواته. يختار (فصله السابع) الذي يفرض العقوبات المستوحاة في الميثاق الأُممي من (( صهر آل شيكوريل: القديس “الغالي” بطرس )) لنكتشف أنه الفصل الخاص بالعقوبات والحصار واستخدام القوة المفرطة. ويستوحي حصاره الثاني من سجل عهد الوثنية المخزي في صدر الدعوة الإسلامية يوم عزل ومحاصرة النبي محمد (ص) وأتباعه في شعب أبي طالب.
حصار المالكي القديم المتجدد للمسلمين السنة في العراق عموماً والأنبار خصوصاً، وقبلها في قرية (الزركَة) الشيعية، مطلع ولايته الأولى في رئاسة الحكومة، لايستخدم بحق فرق الموت الحكومية والمليشياوية الجوالة، التي تتفاخر بنحر 350 ألف عالم وخبير وكفاءة عراقي. لا يفرض حصاره العسكري عليها لأسباب طائفية وأُخرى تبعية وأهمها الولاء حتى النخاع.
لا يحتاج المرء لأي قدر من المعرفة السياسية، أو الذكاء، ليرى بوضوح ذلك النفاق الدولي الذي يستند لبعض أخيه العربي الإقليمي، تحت بصر العراقيين وبرلمانهم والفجرة من ساستهم وأكاد أقول معمميهم. فلقد إنتهى الأمر إلى أن تتحدد، وبوضوحٍ كافٍ، نظام المالكي نظام التهديد والوعيد مالم يحصل على التجديد، نظام يتحدث بلغة القوة مع المسلمين السنة وحدهم، يضرب، ينذر، يلوح بالقوة ويستخدمها، ينفذ حصار الجوع ويتشدد في مواجهة الأنبار، ولا يمل أو تمل صحافته وسياسيوه المنافقون، وأعوانه وأجراؤه من عرب الداخل وعرب الخارج، في بيعه معلومات ومواقف وتأييد حملته الإماتية المسعورة بالمشاركة والمباركة أو بتزييف الحقائق أو إدراج أنباء الأنبار الساخنة في نهاية اللائحة والمرور عليها كلمح البصر، وزيادة ضخ برامج ترفيهية مدفوعة الثمن سلفاً من صهر المالكي ومستشاره الإعلامي لـ20 فضائية عربية وأجنبية، للتعمية على المشاهد العراقي والعربي الذي يردح منذ سنوات على جلسات (وناسة). سكين هؤلاء التي بين أضلعنا والتي آلمتنا أشد من سكين المالكي، حين أضافوا الشرعية على حملة المالكي الإجرامية على المعتصمين العزل، بحجة أنهم حمائم حين ينتصبون أمام الكاميرات، وصقور حين يبيتون في الساحات. وتزيد سكينهم أجسادنا طعنات، بوصفهم حملة حرق جثث المعتصمين والمنازل بـ”صولة”. وجيش المالكي الفاشل. بالجيش العراقي الباسل. جيش باسل بوزيره المريض عقلياً. باسل بقائده العام المريض طائفياً. باسل براياته السود الطائفيات. باسل يتغنى قادته بـ(مانديلا) رجل السلام. ويرفعون رايات للحسين ثارات.
ماهو ملفت للنظر فعلاً هو أن تستطيع تلك القوى الصفيونية أن تسوق في طريقها كل ذلك القطيع العراقي- العربي من المسؤولين وبعض الحكام. وأن تفرض عليهم مصالحها ومنطقها الإستعماري.
كنت أفهم حكومة واحدة ساقها الإستعمار الصفيوني ويسوقها ويظل يسوقها ويركبها: تلك هي حكومة المالكي وبرلمان النجيفي، بكل نعاجها، وخرافها، وتيوسها، وقرونها. أما ما أجد نفسي عاجزاً عن فهمه واستيعابه فهو أن يقع في الفخ أولئك الآخرون الخارجيون، بحساباتهم الضيقة وتفاهاتهم. لا أُطالبهم، بأن يكونوا أبطالاً في مواجهة الصفيوني، فذلك أكبر من قدرتهم واستيعابهم. لا أُطالبهم بأن يقفوا رجالاً. فما أحسب أحداً منهم ذاك. ولكن أما من واحد منهم ينظر إلى الغد، ويتساءل: إذا كانوا يفعلون هذا مع العراق اليوم، ويرسمون على الأرض وفي المخططات صيغة أُخرى له، ويعملون على فرض إرادتهم عليه وحكمه من الخارج وتمزيقه وإذلاله واختيار حاكمه وحكامه ممن يستزلمون له ويرتزقون. إذا كانوا يفعلون هذا مع العراق اليوم، فما الذي يمنعهم من أن يفعلوا ذلك معهم غداً: واحداً بعد واحد، غبياً بعد غبي..؟
لا نطالبهم بوقفة كرامة: عربية أو إسلامية، أو هما معاً، من أجل العراق. نطالبهم بوقفة تحميهم وأوطانهم، وتمنع العبث غداً بمصيرهم وحدودهم، ولا نستثني منهم أحداً. من أجلكم، لا من أجل العراق.. كونوا رجالاً يا أشباه الرجال وأنصافهم..؟!