23 ديسمبر، 2024 7:21 ص

في غفلة من زمن العراق المتخم بالغفلات ، تكالبت ذئاب الجوع الحصارية على بقايا اشلاء العراق المحتضر فوق سرير البعث و الخنوع . في تلك الفترة التسعيناتية كانتا اشهر شخصيتين في كل منطقة من أوروك السقيم هما شخصية الرفيق الحزبي و شخصية ( وكيل الكمية ) . لقد كانت عيون الخلق فاقدة الارادة تنظر لكل منهما بنظرتين متباينتين : فالأول مصدر قلق و خوف من امتداد أذرعة اخطبوط ( جيش القدس ) الكرتوني لتنال حرمة النفس و ( يطق ) محمول على الأكتاف في هجرة بائرة نحو مقر ( الشعبة الحزبية ) ، أما الثاني ، فهو مصدر فرحة قيمتها الدنيا بأسرها حين أن يمن على معدة ( الخائب المغلوب على أمره ) بحفنة سكر لن تحيل مرارة الحياة للحلاوة مهما ضوعف مقدارها !!!
في ذلك الزمن العفن كان الغذاء معفرا بغبرة العوز فاقتربت الجلود من العظام .. و لأن كما للجسد غذاء ، فان للروح غذاء أيضا و هو الحب . أتت الكلمات التالية لتنادي اله الحب الاغريقي ( كيوبيد ) مناجية اياه ليغرس سهام المحبة في القلب لتدام الروح و تنال شيء من غذائها .

كيوبيد ….
و لعنة الجوع تبيد …
وجبة الحب و خبز الكادحين …
و تصيح أحشاء ذياك اليتيم …
أجوعي منك يا ربي الكريم ،
أم درهم اللعنات في جيب العبيد ؟؟؟؟
كيوبيد …
هاجت الريح و ماجت حينما …
ردد الصمت في كل خشوع …
أنشودة الجوع …
و دموع الريح من جوف المآقي …
تسكب الزيت على بعض الدقيق …
تطعم الرمش رغيفا ربما …
ردد الرمش في الأفق البعيد …
كيوبيد … كيوبيد …
يا سكونا … حطم الجزع يديه …
و ” وكيل المنشأة ” قط سمين ..
هز ذيل الخبث في قبو ” الحصار ”
يبق أن يصطاد ” فأر ” ..
لم يكن ذنب لديه ..
يمزج الآن بآه من جديد …
حين صاح … يوم عيد ..
كيوبيد … كيوبيد … كيوبيد

22 . 3 . 1995