18 ديسمبر، 2024 11:23 م

على الرغم من کل المناورات السياسية والعسکرية الميليشياوية التي قام بها النظام الايراني وبرغم المراوغات والتمويه والخداع التي قام ويقوم بها قبل وأثناء مفاوضات فيينا، فإنه ليس هناك في الافق مايشير الى إن النظام الايراني قد حقق هدفا من أهدافه وتمکن من إختراق الجدار الدولي، بل إنه وعشية بدء الجولة السادسة من المفاوضات فإن تأکيد مفاوضون غربيون يشاركون في المفاوضات الجارية الآن في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني من أن العقبة الأساسية مع إيران في فيينا هي “غياب الثقة”، يٶکد بأن أساليب الحيل والخداع والتمويه لم تجد نفعا وإن الجدار الدولي لايزال قويا ومتماسکا بوجه النظام الايراني.
غياب الثقة وعدمها بالنظام الايراني، ليس يسير بإتجاه لصالح النظام بل على العکس من ذلك تماما، ذلك إن کل المٶشرات والاحداث والتطورات تدل على إن النظام ماض قدما فيما کان عليه سابقا ومن إنه لم يغير من نهجه ولامن تصرفاته شيئا، وهذا هو السبب وراء إزدياد حالة إنعدام الثقة به والمطالبة بالحذر منه وعدم رفع العقوبات عنه حتى ينصاع لکامل المطالب الدولية، وبهذا السياق، فإن تقديم 23 عضوا بارزا في مجلس الشيوخ الامريکي مشروع قانون برئاسة السناتور رون جونسون، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يدعو إلى قرار يتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ قبل أي اتفاق مع النظام الايراني. كما سيتطلب مشروع القانون موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لرفع أو تخفيف العقوبات المفروضة على النظام. هو بمثابة خطوة جديدة بعکس مايرجو ويتوقع النظام الايراني.
هذه الخطوة الجديدة من قبل أهم محفل سياسي أمريکي صانع للقرار، يأتي بسبب إنعدام الثقة بالنظام الايراني، والملفت للنظر إن مشروع قانون مجلس الشيوخ الأمريكي على ما يلي: “أي اتفاق مع إيران بشأن البرنامج النووي يتطلب استشارة وموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. لا يجوز للرئيس استثناء العقوبات أو تعليقها أو تخفيضها أو تقليصها أو تقييدها أو تقييد فرض العقوبات بموجب أي أحكام أخرى في القانون، ما لم تتم الموافقة على هذه الاتفاقية من قبل ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ”، وقد برر السيناتور تيم ريش، اللجوء الى هذا الاجراء من أنه: “أثناء اجتماع المفاوضين في فيينا، تواصل إيران تطوير صواريخ باليستية، لمهاجمة القوات الأمريكية ودبلوماسيينا في العراق ، لتسهيل عدوان الحوثيين في اليمن، والسماح لنظام الأسد بمواصلة جرائمه في سوريا “، ومن نافلة القول بأن وفد النظام الايراني في مفاوضات فيينا يفاوض بناءا على توجيهات من خامنئي نفسه وهو يأمل بأن يتم من خلال ذلك تحقيق نتائج جيدة لصالح النظام ولکن وکما يبدو فإن الامور تسير بخلاف ذلك تماما وإن مازرعه خامنئي ليس له سوى حصاد مر.