22 ديسمبر، 2024 11:25 م

منذ إنطلاق محادثات فيينا بجولاتها الثمانية وماقد تم إثارته من مواضيع وأمور مختلفة بشأن مجرياتها، فإن أکثر شئ قد لفت ويلفت النظر هو سعي القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى التأکيد على قوة موقفهم ومن إنهم لايعولون على هذه المحادثات من النواحي السياسية والاقتصادية بل وحتى إنهم قد ذهبوا أبعد من کل ذلك عندما أکدوا بأنهم على إستعداد للإنسحاب من المحادثات النووية في حال عدم تلبيتها لمطاليبهم!
المواقف الايرانية الحازمة هذه، والتي تکررت کثيرا من خلال التصريحات الصادرة من شخص المرشد الاعلى ومرورا بالرئيس ووزير الخارجية الى رجال الدين المقربين من النظام وغيرهم، لايبدو إنها لفتت أنظار الشعب الايراني وحظيت بإهتمامه، لأنها لم تکن في خطها العام ولحد الان سوى مجرد مواقف نظرية لم يتم ترجمتها على أرض الواقع کأمر ملموس، وخصوصا إن الشعب لاينظر للتصريحات التي يطلقها القادة والمسٶولون الايرانيون”وماأکثرها” وإنما ينظرون لواقع حالهم وماعانوه ويعانونه بسبب ماقد آل بهم الحال من جراء سياسات النظام ونهجه من جانب وبرنامجه النووي من جانب آخر.
الاوضاع المعيشية التي تتفاقم وتزداد سوءا في إيران، يعلم النظام الايراني جيدا بأن إستمرار هذه الاوضاع من دون إجراء أي تغيير عليها من شأنها أن تقود الى إندلاع إحتجاجات شعبية غير عادية تفضي الى إنتفاضة بوجهه کما حدث في أواخر عام 2017 وأواخر عام 2019، ولذلك فإن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الايراني، أمير عبداللهيان حول اتفاقات مع بنوك للافراج عن اموال، والتي تتزامن مع تکرار النظام الايراني لمزاعم تحرير 7 مليارات دولار من كوريا الجنوبية، وقرب وصول الاموال، لکن هذه التصريحات التي کانت کما تبدو من أجل تهدئة الشارع الشعبي في إيران، قد إرتطمت بجدار حديدي مع نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس هذه المعلومات جملة وتفصيلا، ووصفه لها بالروايات الكاذبة ، واشارته الى مزاعم حول صفقة متعلقة بالسجناء.
کلام عبد اللهيان وقبله ماکان قد أکده الرئيس الايراني بخصوص معالجة الفقر المدقع في إيران خلال أسبوعين، لم يکن إلا بمثابة مجرد کلام لم يفض الى أي نتيجة بل إنه لم يکن في خطه العام إلا إستمرار لتصريحات سابقة بنفس السياق للنظام، وإن الشعب الايراني الذي يبدو واضحا بأنه قد سأم من بيادر کلام النظام التي لم يحصد منها أي شئ سوى إستمرار معاناته وأوضاعه السيئة وإن حصاد الکلام الذي لايعني شيئا سوى الدوران في حلقة مفرغة، لايمکن الاستمرار به طويلا!