23 ديسمبر، 2024 9:19 ص

يحار المرأ أين يحط رحاله عندما يزور شارع المتنبي ؟ ، وأين يقضي ساعاته ؟ ايبقى بين باعة الكتب وعناوينها يقلبها يمينا ويسارا .. ام يحضر الاصبوحة التي يقيمها بيت المدى الثقافي ، ام يحضر الفعاليات التي ينظمها كل جمعة منتدى النُخب لتبادل الأفكار ، ام يحضر نشاطات المركز الثقافي البغدادي الذي يحفل بمجموعة من الفعاليات ، تبدأ في وقت واحد وتنتهي في وقت واحد .
ام انه يبقى يتجول في المركز الثقافي يتصفح عناوين الكتب التي تعرض كل جمعة ويلتقي الاحبة والأصدقاء في كازينو القيصرية ومقهى الشابندر ، ام يتجول في مبنى القشلة يتلفت الى هذا التجمع وذاك , والى الفعاليات المختلفة التي تقيمها منظمات المجتمع المدني.

هذه الحيرة وهذا الشتات قد ياخذنا أحيانا الى اكثر من نشاط ، فنظل نقفز من نشاط الى اخر ، لا نكاد نعرف تفاصيل أي منها ، وهكذا يبقى المثقف العراقي الذي تهمه كل الفعاليات الثقافية ، معلقا عينه على النشاط الذي تقيمه قاعة على الوردي ، في حين انه يحضر اصبوحة شعرية في قاعة نازك الملائكة ، ويبدو ان لاحل لهذه الإشكالية وهذه الدوامة ، واكاد اجزم ان عدم حضور أي من النشاطات التي تقام يوم الجمعة يعتبر خسارة لا تعوض ، هذا للمهتمين حصرا وليس مثقفي الفرجة .

جمعة المتنبي التي صادفت في الرابع عشر من شهر آب 2015 تميزت بوجود نشاطين مهمين في آن واحد ، هما مهرجان شعري دعما للحشد الشعبي ، واحتفائية بالكاتبة لُطفية الدليمي . فقد أقام منتدى النخب اصبوحة ومهرجانا شعريا دعما للحشد الشعبي ألقيت فيه قصائد من قبل (21) شاعرا من بغداد وبابل والناصرية ، لعل ابرزهم واقدرهم الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين الذي ألقى قصيدة بعنوان ( العراق) .

كما ألقى كل من الشعراء حامد الشمري ، وحيدر الدهوي ، وعلي الحمداني ، وفائز الشرع ، وعلي الشويلي ، وراسم العاني ، وجبار الكواز ، واخرين قصائد تناولت تضحيات الحشد الشعبي واهمية مواصلة الزخم .

في الجانب المقابل وفي بيت المدى الثقافي نُظمت احتفائية خاصة بالكاتبة لُطفية الدليمي ، تناولت سيرة الكاتبة ، ونقدا لكتابها (ضحكة اليورانيوم) ، ولكتابها (يوميات المدن) ، إضافة الى حوارات وشهادات حول الكاتبة ، وتسليط الضوء على كتابها (سيدات زحل) ، وحوار اجري معها حول المتخيل السردي الذي يتوسل جميع الطرق المتاحة ليغتني من حكمة الكاتبة ، وتجربتها في الكتابة الروائية.

اما المركز الثقافي البغدادي فقد استقبلت قاعاته (11) نشاطا إضافة الى معرض لرسوم الكاريكاتير ، ومعرضين للكتب ، فقد احتضنت قاعة العلامة الدكتور حسين علي محفوظ ندوة بعنوان ( مرتكزات الإصلاح في خطاب التنمية ) بمشاركة الدكتور مؤيد عبيد والباحث ستار عواد وادار الندوة التي أقامها منتدى فيض للثقافة والفكرالدكتور محمد الواضح .

وفي قاعة نازك الملائكة اقامت مجموعة شعراء المتنبي اصبوحة شعرية استضافت خلالها عددا من الشعراء . رابطة بغداد الثقافية اقامت محاضرة بعنوان ( احمد الصافي النجفي ) حاضر فيها محمد علي العقاد ، واستقبلت قاعة العلامة الدكتور علي الوردي محاضرة حول الدراما العراقية للأستاذ صباح رحيمة .

(منظمة) الورشة الثقافية استضافة الروائي خالد ناجي ضمن برنامج روائيون ادار الجلسة خالد الوادي ، الندوة أقيمت في قاعة جواد سليم التي استقبلت نشاطا اخر نظمه الملتقى الثقافي لاتحاد الادباء والكتاب في العراق . وهو عبارة عن احتفائية برواية (لا الناهية) للروائي صادق الجمل .

في قاعة العلامة الدكتور مصطفى جواد اقامت رابطة الانساب في العراق والوطن العربي محاضرة بعنوان مختارات نسبية قدمها محمد جعفر آل جعفر ، وأخيرا أقام ملتقى الكلمة الرائدة ندوة استضاف خلالها الاديب صادق الذهب والاديب جابر السوداني ، وادار الجلسة فريد لفته .
حقا انها جمعة متميزة بنشاطاتها بعد أن دخل الشارع ومرافقه سباتا خلال شهر رمضان وحر تموز واب .