خلت باحة المركز الثقافي البغدادي من المعارض الفنية هذا الاسبوع ، سوى معرض للكاركاتير أقامه الفنانان عودة الفهداوي وقاسم حسين ، وخلت الباحة أيضا من معارض الفلوكلور والاكسسوارات .. وحفلت بمعارض للكتاب اقامها كل من بيت الحكمة ، ودار المأمون للترجمة والنشر ، ودار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة ، ودار المصباح .. ايضا القاعة التشكيلية في المركز الثقافي أغلقت أبوابها هذا ويبدو انها لم تستقبل اي معرض للفنانين العراقيين .. بيت المدى الثقافي أجل اصبوحته التي كانت مقررة عن الاديب والعالم شاكر خصباك بسب الاحتفال بمرور سنة على ولادة فضائية المدى .. هذه الفضائية التي يفتخر بها العراقيون بصفتها قناة ثقافية مستقلة استطاعت ان تعزز وجودها خلال هذه الفترة .
ورغم ان الصيف زحف مبكرا على الاجواء العراقية ، وفرض طقوسه على كل شيء ، فان الفعاليات الثقافية استمرت وتنوعت ، وقد شهدت قاعات المركز الثقافي البغدادي ندوة متميزة عن الاثار العراقية ، اقامها تجمع ابناء وادي النهرين بالتعاون مع كلية الاداب/ جامعة بغداد . عنوان الندوة (استهداف الاثار العراقية) حاضر فيها الدكتور حيدر فرحان حسين استاذ الاثار في كلية الاداب جامعة بغداد ، والاستاذ الدكتور جواد مطر الموسوي استاذ التأريخ في الجامعة . جرى في الندوة التطرق الى سرقة الاثار العراقية منذ عام 2003 وحتى وقتنا الحاضر ، والايدي التي تقف وراء تلك السرقات ، وسبل استعادتها وتعاون المجتمع الدولي في هذا المجال .
الى جانب هذه الندوة كانت هناك ندوة فكرية مهمة بعنوان: (فن فلسفة الخيال وقراءة في محرك الابداع والتغيير والمستقبل) ، حاضر فيها الدكتور رحيم الساعدي ، وأدارتها الكاتبة ايمان العبيدي ، الندوة اقيمت في قاعة العلامة حسين علي محفوظ ، وشهدت قاعة العلامة مصطفى جواد محاضرة تاريخية للشيخ حمود المحمداوي أقامتها رابطة الانساب في العراق والوطن العرابي. فيما شهدت قاعة شناشيل الفعاليات التراثية العراقية ، اقامتها رابطة افاق بغداد .
قاعة نازك الملائكة شهدت فعاليتين ، الاولى لمنتدى صدى الفصول ، وهي أُصبوحة بمناسبة صدور كتاب صدى الفصول ، والفعالية الثانية أقامتها منظمة الورشة الثقافية ،
وهي برنامج (مصححون) ، أدار الندوة مهند طالب ، وفي مسرح سامي عبد الحميد اقيم مهرجان الرافدين الشعري الاول دورة (محمد سعيد الحبوبي) اقيم المهرجان من قبل مجموعة شعراء الرافدين ، وفي قاعة جواد سليم أُقيمت فعاليتان ثقافيتان ايضا ، هما جلسة ثقافية ألقيت فيها قصائد للاطفال من قبل عدد من شعراء الاطفال ، والاخرى أُصبوحة حول فن الالقاء في تقنيات البناء اللغوي .
بينما استضافت قاعة العلامة الدكتور علي الوردي محاضرة عن رحلة الأدب للشيخ علي الخاقاني ، ألقاها الاستاذ رفعت الصفار ، واشرفت عليها رابطة بغداد الثقافية .. واستمرت رابطة السينمائيين العراقيين في نشاطاتها حيث عرض في قاعة الف ليلة و ليلة فلم قصير بعنوان (نحن في ورطة) ، الفلم سيناريو واخراج عباس علي باهض ، يتحدث عن واحدة من مشكلات العصر الاجتماعية التي سببتها ثورة الاتصالات الحديثة ، ووقوع بعض الفتيات في فخ الاتصال وبناء العلاقات غير سليمة ، ونتائج تلك العلاقات غير المحسوبة .
المشهد الثقافي تضمن ايضا فعاليات ثقافية في مبنى القشلة ، وشهدت تجمعات ، ورسما حرا وغناء ومقاما عراقيا . اضافة الى نشاطات مهمة في مواقع أخرى ، منها ندوة فكرية حول حقوق الانسان أقامها معهد التقدم والسياسات التنموية ومؤتمر المجتمع المدني الذي اقيم برعاية السيد عمار الحكيم وحضرته شخصيات سياسية مهمة اضافة الى عدد كبير من المختصين .
ان النشاطات والفعاليات التي تقام على مدى اسبوع ، وتتوج بجمعة المتنبي ، لهي عافية ثقافية يشهدها العراق ، واشارة واضحة الى ان بغداد عاصمة للثقافة العربية ، ليس لموسم واحد فقط ، بل انها عاصمة أبدية للثقافة ، وهي فرصة ذهبية للمثقفين العراقيين ، وللمهتمين بالادب والشعر والفن ، للتواجد في شارع المتنبي الذي لم يعد معرضا اسبوعيا للكتاب وحسب ، بل أصبح منارا ثقافيا مُنيرا ، وتجربة ثرة قد تكون فريدة ومتميزة .. لذلك على المثقفين العراقيين تعزيزها والعمل على فاعليتها وديمومتها.
