على غير ما توقعنا فان كثيرا من المثقفين فضلوا البقاء في بيوتهم على الخروج والتوجه الى شارع المتنبي في الجمعة الثالثة بعد رمضان نتيجة الحر القائظ وارتفاع درجات الحرارة وتحذير الجهات الصحية للمواطنين بعدم التعرض مباشرة الى اشعة الشمس.. ما جعل جمعة المتنبي هذه قليلة الحضور كسابقتها..
الا ان ذلك لا يعني ان الشارع خلا من رواده ، بل ان مبنى القشلة شهد تجمعا كثيفا وجملة فعاليات لمنظمات المجتمع المدني منها: رابطة أبناء الانتفاضة الإنسانية ، ومجموعة الشعراء العراقيين الوطنية ، ورابطة شعراء المرسى ، ومؤسسة كون للتنمية البشرية ، حيث قامت هذه المنظمات بوقفات احتجاجية والقاء قصائد شعرية تدعو الى الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد .
إضافة الى ذلك فان المبنى شهد نشاطا متميزا لعدد من الشباب الرسامين في المرسم الحر ، كما عرضت مجموعة من الانتيكات التراثية واللوحات الفنية ، وفتح المتحف الثقافي العراقي المتجول أبوابه كما يفعل في كل جمعة ، وفي بيت المدى نظمت جلسة استذكارية للاثاري والمنقب هرمز رسام وهو اول اثاري في البلاد العربية ، والذي درس في جامعة اوكسفورد وقام باكتشاف اثار نينوى ، ويبدو ان هذا الرجل الذي قدم الكثير للتراث الثقافي العراقي اصبح منسيا ، مع عظم إنجازه ، وان ذلك النحس ظل يلاحقة حتى عندما احتفى به بيت المدى الثقافي ، حيث كان حضور الجمهور ضعيفا بسبب سوء الأجواء وارتفاع درجات الحرارة.
وفي كل الأحوال فان المركز الثقافي البغدادي اقام ثمانية نشاطات في قاعاته كان النشاط الأول في قاعة العلامة حسين علي محفوظ حيث اقام منتدى فيض للثقافة والفكر ندوته السادسة والثلاثين تحت عنوان ( أصوات الإصلاح – تحسين الخدمات ومكافحة الفساد) شارك فيها الدكتور عقيل مهدي والدكتورة عواطف نعيم والدكتور ظافر هاشم والباحث الإعلامي ستار محسن وادار الندوة الدكتور محمد الواضح .
كما شهدت قاعة العلامة الدكتور علي الوردي ندوة ثقافية بعنوان ( النقد الادبي) حاضر فيها الدكتور احمد الحسون وادارها الدكتور عبد العباس عبد جاسم . وفي الوقت الذي شهدت فيه قاعة شناشيل فعاليات تراثية ، فان القاعة التشكيلية أغلقت أبوابها ولم تستقبل أي معرض فني ، لكن باحة المركز شهدت معرضين للكتاب واصبح هذا الامر تقليديا وجزءا من المشهد الثقافي كل جمعة .
قاعة نازك الملائكة استقبلت نشاطين ثقافيين كان الأول اصبوحة شعرية وتوقيع كتاب ( ذكريات حاضرة) لـ “لندا عبد الستار” نظمها مركز ميزوبوتاميا ، واحيت النشاط الثاني منظمة الملتقى الثقافي لاتحاد الادباء والكتاب في العراق استضافت خلالها الشاعر هلال كوتا ومشاركة الفنان ليث البغدادي وادار الجلسة صادق الجمل ، رابطة بغداد الثقافية اقامت ندوة ثقافية في قاعة الدكتور علي الوردي وفي قاعة العلامة مصطفى جواد اقام المنتدى العلماني الثقافي ندوة بعنوان حقوق الانسان واقامت رابطة الانساب في العراق و الوطن العربي ندوة بعنوان ( علم الانساب) للمحقق الشيخ حمود هاشم المحمداوي .
وهكذا فان عجلة الثقافة تدور ويبدو انها بدات تتسارع فاضافة الى ما شهده المتنبي ومبنى القشلة والمركز الثقافي البغدادي ، فان المسرح الوطني شهد الحفلة الشهرية للفرقة السمفونية العراقية بقيادة المايسترو محمد امين عزت والتي اقيمت يوم الاثنين الموافق 10/8/2015 بحضور جمهور غفير امتلأت به مدرجات المسرح ..
الثقافة في العراق بخير .. وانتفاضة المثقفين خير دليل على ذلك .