بعد أكثر من 300يوم من العدوان،الذي جندت له السعودية كل قدراتها المادية والبشرية،والمالية،مع دعم أمريكي صهيوني وعربي وصمت عالمي رهيب وتؤاطو أكثر غرابة،ولم يجن هذا العدوان الا العار لمرتكبيه واللعنة التي ستظل تلاحقهم على مدار السنين .
300يوم استعملت فيها السعودية ومن حالفها من الدول والمنظمات ، القنابل العنقودية والمحرمة وقصفت الأحياء الشعبية والحمامات ومرافق ذوي الاحتياجات الخاصة من مكفوفين ومعاقين ولم تترك اي مرفق او عمران شاهق في اليمن الا ووصلته القذائف من طائرات عدون العار على يمن الأنصار .
اليمنيون،الذين ظلت ابوابهم مفتوحة للحوار،رغم ما صار يدركون بحكم إيمانهم القوي،إن الأمل في نصر من الله وثبات وصمود الى أن يقتنع المعتدون بالحصيلة المحققة في عدوانهم يكفوا شرهم عنهم،كما يدركون تماما ان مسالة استسلامهم ومنحهم صنعاء والمحافظات التي يسيطرون عنها بعد كل هذه التضحيات هو ضرب من الخيال.
ويرى المراقبون ان اليمنيين ليس فقط ابهروا العالم،بل بدأوا يجبرونه على التكلم وتغيير المواقف،ولو على استحياء،بفضل صمودهم صبرهم،وبسالتهم في الميدان، فهم يقاتلون حفاة، ومعوقين،وباي وضع كانوا يحاربون ويدافعون عن أرضهم وشرفهم وعزتهم كرامتهم.
ولم يجد الكثير لحد الآن من تفسير،لما يفرضه اليمنيون، من واقع جديد في المواجهة والحروب،وستكون الحرب او العدوان على اليمن، احد محاور البحث في كبار المخابر التاريخية خلال المرحلة القادمة،يكون اليمن قبلة بعد انتهاء العدوان عما قريب بحول الله مهزوما مذعورا للمؤرخين والباحثين والمؤلفين،لصياغة تاريخ جديد، فكما قال لهم قائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد عبد المالك الحوثي،إن اليمنيين سيغرون وجه المنطقة والعالم،وهو لحد الآن يسير في سكة النجاح وحسن الإدارة لمعركة غير متكافئة يعرف جيدا فوارقها من حيث القدرات والإمكانيات،ولكن يحسن تسييرها بقدر عزيمة اليمنيين ويستثمر،غباء المعتدين في بعض الأحيان،وهو ما يفعله كل قائد ناجح يعتمد على إمكانياته،و يستغل ثغرات أعدائه في الحروب،غير المتوازنة،كما حال العدوان على اليمن.
وقد فأجا اليمنيون العالم بتطويرهم للقدرات الصاروخية، التي أفزعت السعودية ، وأربكت خطط المرتزقة،وقضت على الكثير من عناصرها في ضربات التوشكا، كما أرعبت الكيان الصهيوني،الذي هرول بخبرائه لأرض الحرمين،لدراسة كيفية ونوعية صواريخ اليمن،ولانقاذ المملكة، بعد أن ادعت في أول أيام الحرب انها دمرت القدرة القتالية لليمن بنسبة 80بالمئة.
ولم يعد خاف عن الجميع،التقارب السعودي الإسرائيلي وكل من تحالف مع السعودية،في هذه الحرب مع الكيان الصهيوني،حتى السودان التي قصفتها تل ابيب عدة مرات،دون ترد لا في الزمان ولا في المكان،لوحت بالتطبيع ولا تملك غيره،لتكون النتيجة الوحيدة التي نجحت مملكة الشر في تحقيقها، خلال هذه الحرب هي تغيير بوصلة العدو للأنظمة العربية،والتيارات المرتبطة بالسعودية، من اسرائيل ككيان زرع وسط الأمة،واغتصب أولى القبلتين،إلى ايران التي تصفها بأنها مجوسية رافضة،وغيرها من الأوصاف،رغم النجاحات التي تحققها ايران على الصعيد الدولي،إلى أن أصبحت دولة نووية.
البعض يقول،أن السعودية تصفي حسابها مع ايران في اليمن،وهو خطأ جسيم يقع فيه الكثير من المهتمين العرب،بل السعودية تحارب اليمن من اجل اليمن، وليس من اجل ايران،لان السعوديين في قلوبهم حقد كبير على اليمنيين منذ القدم،فاليمن بلد التاريخ والحضارات،ولايرمز لتاريخه سروال في متحف،كما حال بعض الدول،والسعودية تريد ان تبقي اليمن تحت هيمنتها تابعا لها،مستعمرا بطريقة حضارية لا سيادة ولا قرار له،كما الحال في السابق،إلا أن الوضع تحمله اليمنيون كثيرا وحان الوقت ليقول للسعودية انتهى زمن الاستغفال،ونحن قادرون على قيادة بلدنا والسيادة في قرارنا،وهو ما سيجنيه اليمنيون بصمودهم وانتصارهم في هذه الحرب العدوانية الغاشمة الظالمة.