17 نوفمبر، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

حصاد السياسة!

حصاد السياسة!

اذا كان السلام دعوة وصفة ربانية من صفات المعبود ومقصداً ومنالا للاديان في كل بقاع الارض فان الحرب يصنعها الحكام وهي نتاج السياسة ومظهر من مظاهر التعصب والكراهية ومحاولة لالغاء الاخر ونحن هنا نميز بين الغزو والاحتلال كحروب عدوانية وبين المقاومة والدفاع عن السيادة والامم والشعوب وحماية الاوطان..
وفي صفحات التاريخ ثمة امثلة وشواهد لاولئك الحكام الذين ابصروا وتبصروا بنورالسلام وادركوا مغانمه وايقنوا انه القاعدة وان الحرب خيار اخيروانها استثناء ممهور بالدم لاتخلف وراءها سوى الموت والخراب والدمار وضياع الفرص في اللحاق بركب المدنية والحضارة …
ولربما كان العراق امة ووطناً وشعباً ودولة المثل الحي والانموذج الاكثر وضوحاً فيما نقوله حيث تنوعت صفحات تاريخ هذا البلد بشواهد الحرب والسلام وماتزال آثارها ماثلة وقصصها مروية من اهل البلاد ومن الشعوب المجاورة وقصص الموت والخوف وصلت اصقاع الارض ويتألم لها من في السماء ومن في الارض ..ومثلما تفرغت امم ودول للاعمار والبناء وطلقت بالثلاث الحروب بشتى مسمياتها ومبرراتها ثمة دول اخرى يستجيب حكامها الرعناء بسرعة لنداء الخلاف والتنافس والكراهية والموت ولايرعوي هؤلاء من دروس ومحن وتجارب الحرب ولايقدرون ثمن التضحيات بالارواح والاموال التي كانت فيها شعوبهم وقوداً مستمراً لنار مستعرة تمتد لسنوات طوال وفي التاريخ الحديث والمعاصر صحا العراقيون في سنوات مختلفة ومتعاقبة على فواجع وكوارث راح من ورائها اجيال كثيرة وفقد فيها الوطن خيرة شبابه وتهدمت فيها معالم البناء وتسببت بتهجير وتشريد ونزوح الملايين من سكان المدن وتنوعت حروب بلاد مابين النهرين فمنها الحروب مع الغزاة والمحتلين ومنها الحروب مع الجيران ومنها حروب طاحنة داخلية بين الشمال والجنوب وحروب دفاعية ضد عصابات وتنظيمات الارهاب اسهمت كلها في ارجاع البلاد الى عصور التخلف وبددت ثروات العراق واحالت مدنه الى بؤس وخراب وبات العراق وطناً موسوماً بالحرب والخوف يخشى الكثيرون العمل فيه وتحذر الدول رعاياها من السفر اليه وهناك من استبدل اسم (بلاد مابين النهرين) في سنوات القتل المجاني والطائفي ببلاد (مابين القتلين ) ونحن اليوم نريد الامساك بلحظة الوعي لحكامنا وولاة امرنا حتى يدركوا جيداً اهوال الحروب ومافقدناه في نزيف الدم المستمر وان يؤمنوا بأن هذه الحروب هي من صنيعتهم في الماضي والحاضر والمستقبل وهم مسؤولون امام الله عنوان السلام في كل ماصنعوه وفي فقدان العراقيين للامن والاستقرار .. لهم مااكتسبوا من خير وعليهم مااكتسبوا من شر .

نقلا عن الصباح الجديد

أحدث المقالات