كثيراً ما تختلف حسابات الحقل و البيدر.وهذا له علاقة وثيقة بالخطط والدراسات والجدوى.ولكن لا يقع في هذا الأختلاف ولا سيّما الكبير منه إلا من يجهل أصول اللعبة. ولا يتبصر ولا يكترث لعواقب الأمور ولمن لم يستفد من التجارب والواقع. فيقع في حيص بيص وتختلط عليه الأوراق و الأمور.أو المتقصد وقاصد التضليل.
ما حدث وما يحدث في العراق ليس بخافٍ على كل ذي بصيرة. والتوقعات والنتائج كانت جليةً أمام كل عاقل ومتعقل .ولكن الأصرار على الخطأ والتدليس هو السائد والمسار المستمر لمن أمسك بزمام السلطة, وتملك وتجبر وأوغل .لعل الأمور ستهدأ بعد مرور الوقت بإبر تخدير وإعلام كاذب منافق.
الكل متفق على أن المحاصصة والطائفية الكريهة هي من أوصل حال العراق و شعبه الى درجة الغليان والأنفجار, بعد مسيرة فوضى الأمن وتردٍ بالخدمات والأنتحار الأقتصادي والثقافي والأجتماعي.و بعد أن فعل الفساد فعلته وأصاب جسد الأمة .والمسؤول عن هذا كله هي الطبقة السياسية المتنفذة فهي من سرق .وهي من شارك بالأرهاب أو دفع إليه بشكل مباشر أو غير مباشر . وهي من عطل القوانين أو أخر تشريع قوانين تتطلبها الحالة ويقتضيها الصالح العام .هم مختلفون ومعطلون لكلِ شيء إلا الفرقة والفساد ونهب المال العام .فكيف يمكن أن يكون هؤلاء الفاسدون مصلحين
لقد أصدر السيد العبادي ومجلس النواب عدة أصلاحات مع توقيتات زمية. ولكن مضت هذه التوقيقات ولم يتغير أيَّ شيء ولم نلمس أي إصلاح. والأصح لا نأمل أي إصلاح فالفاسد والمفسد لا يُصلح .بل يُخطط ويأمل أن يميعَ إنتفاضةَ الشعب بوعودٍ وإبر تخدير وحيل وألاعيب.
كيف يمكن أن يتمَ تغييرٌ أوإصلاح والحال كما عليه. والوجوه ذات الوجوه أو كما يقول المثل العراقي ((( خوجة علي ملة علي ))).إن أردت التغيير سيدي حيدر العبادي كنْ رجل دولة قوي و إبدأ بإصلاح القضاء وعزل رئيس مجلس القضاء والمدعي العام وإقترح مشارع قوانين على مجلس النواب .لتفعيل دور المدعي العام وتتشكيل محكمة خاصة لمحاربة الفساد بدرجة خاصة وقانون خاص لتصدر أحكاماً مستعجلة لا روتينية يسهل فيها على الجناة التهرب والألتفاف على القانون والحقيقة.إقترحْ تعديلات هامة في الدستور الجامد وحركه لمصلحة الشعب وصحح علاقة إقليم كردستان بالوطن الأم .فلقد أصبح الأقليم شوكة دامية بقلب العراق. وإستفد من الأخطاء.إن أردت الأصلاح وكنت عازماً عليه. حِل الوزارة وشكل وزارة تكنوقراط من المستقلين لتقود البلاد لما فيه الخير لا وزارة الفاشلين الفاسدين .دعنا نلمس منك ما يؤكد رغبتك وسعيك للأصلاح.فماذا تتنتظر والشعب معك والمرجعية تسندك والأرامل والأيتام والجياع والثكالى خلفك؟
أمْ إنَّ الأنتماء الحزبي والمحاصصة تخنقك. فك الخناقَ عن رقبتك ورقاب الشعب. وتقدم بالفعل لا بالقول .وإبدأ بتنظيف الدرن وإستئصال الورم ,قبل أن يحتويك.فحتى هذه اللحظة حصادك بائس. ولا تخطئ حسابات الحقل والبيدر مرة أخرى. فإن سلِمتْ الجرة هذه المرة فلن تسلم مرة أخرى. وقد يحدث ما نستعيذ بالله من الشيطان منه ,عندما يسْتَعِر الغضب بالشعب أكثر وتقتلع الجماهير الغاضبة المحرومة الملكومة رؤوس الفاسدين أو يحدث ما لا تحمد عقباه من فوضى عارمة تحرق الأخضر واليابس. فما كلَّ مرةٍ تسلم الجرة.كنْ جاداً بتفويت الفرصة على المندسين بين المنتفضين لحرف مسيرة الأنتفاضة عن أهدافها النبيلة. وكنْ حازماً مع من يريد ترويعهم وإخافتهم ليجبرهم على الأنسحاب والسكوت والخنوع . فإغتنم الفرصة التي هيأها لك الحظ والقدر .وإسعَ سعيكَ وإنتفض مع المنتفضين ولا تتعثر بخطواتك.