((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))، لكي تكتمل الرسالة الالهية، والدعوة المحمدية، ويسير منهج الايديولوجيات، التي جاء بها رسول الانسانية ص واله، وفق ما رسمته اليد الالهية، والقضاء بصورة نهائية على التطرف، والتخلف، والجهل، وليرسم للانسانية طريق الكمال.
كان لابد من تشخيص المميزات، ورسم الخطى الناجعة، والقضاء على التبعية، والمحسوبية، وطمس كل اثار الزيغ والاهواء، ورفع راية لا اله الا الله، في القلوب والعقول، قبل الواقع والترائي، والكفاح من اجل النهج القويم، للدين الاسلامي الحنيف.
بعد العودة من حجة الوداع، وقرب غدير خم، وقبل افتراق القوافل لأمصارها، حشد الرسول الاكرم محمد ص واله، المسلمين، واعلن على اسماعهم، ارادة الجليل في رسم مسار التحرر الفكري، وبناء القيم، من خلال التمسك بقاعدة النجاح، ووضع الشخص المناسب، في المكان المناسب.
علي”عليه السلام”، ولي امر المسلمين، والخليفة الشرعي، ومستلم دفة الحكم، بعد امامة الدين، بعد النبي الاكرم ص واله، خطط وضعت، فيها الصلاح، وخلافها، الطلاح، وضياع، وتشتت، لجموع المسلمين، وليس الامر من النبي ص واله، اذ هو لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى.
تحشيد الغدير، شبيه بتحشيد متطوعي الحشد الشعبي، ومن لبى نداء المرجعية الرشيدة، ليس مقارنة المرجعية الرشيدة بالنبي ص وآله، وانما للسير على هداها، اذ كل نهض للأستماع لنُصح الدين، ولكن فرق الاول عن الثاني، ان حشد الغدير انقلبوا على اعقابهم، بعد النبي الاكرم ص وآله، الا القليل ممن وفى لدينه، ونبيه، اما حشد العقيدة، فقد استلهم العبر، والهمم، فأعتبر ووفى، ولبى نداء المرجعية وللذل ابى.
طرزوا ملاحم البطولة والفداء، بحب علي “ع”، وليذكروا الاخرين، بما انكر الاولين، من خلافة امير المؤمنين، فوقفوا على سواتر الجهاد، كما وقفت ثلة قليلة، كعمار بن ياسر، وسلمان، وابي ذر، والمقداد، وغيرهم القليل القليل، فهم، حشد تربع على العلياءِ، مستلهم عِبر شهادة الزهراءِ.