إبتلينا بسياسيين وأحزاب عكروا الوضع العراقي، بل مزقوه, وجعل كل منهم يلهث وراء تحقيق أهداف حزبه, دون الإلتفات الى جماهيره ومواطنيه, إلا ما ندر منها حاول إسعاده الوطن, لكن الأيادي العابثة تقف حاجزا, دون تحقيق مراده، فيضطهد كمواطني هذا الوطن الجريح.
كانت حقبة الملعون العفلقي مليئة بالدم, بل بدم الأزكياء والأولياء, فبنيت حكومته على دماء الخيرين, فكان مصيراها السقوط, بعدها أملنا بتحقيق الدولة الشيعية, التي ستنقذنا من براثن الإرهاب البعثي, لكن الآمال بددتها عفونة الأحزاب, وجعلوا كل شيء في بلدنا مسيس, لعلهم يصنعون من أنفسهم أبطالا, على حساب دماء هذه الثلة المؤمنة.
فشل هذه الأحزاب جعلنا في أمور لا نحسد عليها أبدا, فمن موازنة إنفجارية الى تهديد بالمجاعة, وبعدها إحتلال لأراضينا من قبل مرتزقة داعش, مما حدى بالمرجعية المباركة أن تطلق فتواها, لتهب سرايا وألوية نذرت أرواحها للوطن, لكن الأحزاب تدخلت لتسيس هذه الإنتفاضة المؤمنة الخالدة, وتجعلها من بطولاتها.
من بين هذه السرايا التي نهضت بوجه داعش, فصيلين مظلومين إعلاميا, لكنهم شقوا طريقهم بعيدا عن زحمة الكاميرات, وبطولات السياسة, ليجعلوا فوهات أسلحتهم تتكلم دون أن تثرثر لهم أبواق سياسية, فلا إعلام يسجل بطولاتهم التي فاقت كل السرايا, ولا ناطقا رسميا لهم كما فعل غيرهم.
هؤلاء الفصيلين: إحداهم أبناء ذاك الذي ذاق ألم مطامير البعث, وجرح إخوته السبعين الشهداء, وحاول إسقاط داعش قبل نشؤه, لأنه كان متيقنا من زوال البعث, وبعد زواله سيحارب الوطن بإسم ثان, فحاول ونجح في محاربة البعثيين, من بين قصب الأهوار وسيقان البردي, فتشكلت من هناك, سرايا عاشوراء وسرايا أنصار العقيدة وسرايا الجهاد.
أما الثاني: فهم أبناء الذي أراد قتل الافعى الداعشية من رأسها, عندما صرخ في مسجد الكوفة, (كلا كلا أمريكا كلا كلا إسرائيل), وكان متيقنا من هؤلاء سيدمرون وطننا وبمساعدة الجهلاء والفاسدين وتحت أسماء مستعارة, فقدم نفسه الزكية وأولاده قربانا, لتسقى في دماءه رجال سرايا السلام.
ما أود قوله: حشدنا إنطلق ونشأ من بيوتات الحوزة المباركة, وإرتكزت فتواه على دماء المراجع والأولياء, فلا نسمح أن يدنس بسياسة الأحزاب الفاشلة, ويتاجر به وتسوق بطولاته, الى جهات أخرى, فقادته المراجع وجنوده أبناءها, والسلام.