12 أبريل، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

حسين نعمة … وقلادة الأبداع

Facebook
Twitter
LinkedIn

الفنانون في جميع دول العالم العربي والأوروبي وفي مختلف العناوين الفنية التي يحملونها ، نراهم قامات كبيرة ورموز وطاقات مبدعة يجسدون الفنون المختلفة في دولهم ومناطقهم ويحيون تراثهم وحضارتهم ، نجدهم يمتلكون المكانة المرموقة في مجتمعاتهم ، ويتلقون الأهتمام الواسع والاحتضان الكبير لعطائهم الفني من قبل حكوماتهم ووزاراتهم ومؤسساتهم المعنية ، كونهم أصحاب رسالة مهنية وانسانية يعملون بكل تفان واصرارعلى أيصال هذه الرسالة الى الجمهور من خلال تسليط الضوء على واقعهم الفني والحضاري والتأريخي في الاعمال الفنية والغنائية والموسيقية المنوعة عبرالاذاعة والتلفزيون ، فضلا عن ابراز حضارة وتأريخ مجتمعاتهم وتعريف شعوبهم والمجتمعات الاخرى بهذا الخزين من الفنون الجميلة من خلال السينما والمسرح ووسائل الاعلام الاخرى .

ولكن !!! للأسف لم نجد هذا الاهتمام في بلدنا ( العراق ) الذي نفتقد فيه الى أبسط حقوق الفنانين والمبدعين العراقيين من قبل المسؤولين في القطاعات الحكومية وخصوصا في رئاسة الوزراء والبرلمان العراقي ، وكذلك في وزارة الثقافة العراقية ونقابة الفنانين العراقيين والمؤسسات الفنية العراقية الاخرى ، ولا تعير هذه الدوائر التي تعتبرالجهات المسؤولة الاولى في البلد الى أهمية وجود هؤلاء الرموز الفنية العراقية التي قدمت مختلف الوان الغناء العراقي الجميل والاعمال المسرحية الجادة والتمثيليات والمسلسلات التلفزيونية من أجل أسعاد الناس .

خلال الأيام الماضية تابع عدد كبير من المواطنين العراقيين والعرب على المواقع الاجتماعية مناشدة الفنان العراقي الكبير ( حسين نعمة ) للحكومة العراقية والدول الخليجية في منحه الاقامة الدائمية مع افراد اسرته في دولة قطر بسبب ما وصفه بضنق العيش في العراق ، والذي بدأ يهدد كرامته ويذل أنسانيته بسبب الحاجة والعوز المادي وعدم قدرته العيش على الراتب التقاعدي البائس والذي يقدر ب ( 400 ) الف دينارعراقي و يعادل ( 33 ) دولارا أمريكيا ، وعدم استطاعته تعيين أحد أولاده الثلاثة الذين نالوا الشهادات الجامعية منذ سنوات .

أنها صورة حزينة ومؤلمة ، وحالة غير مؤلوفة لمثل هكذا فنان عراقي مبدع يعتبر من الاسماء الكبيرة والفريدة في قائمة الفنانين العراقيين المتميزين ، حيث قدم الفنان الكبير حسين نعمه خلال مسيرته الفنية التي أمتدت الى أكثر من أربعين عاما ( 150 ) أغنية عراقية جميلة لا زالت في ذاكرة الجمهور العراقي والعربي ويرددها الكبير والصغير لما تحمله هذه الاغاني من نكهة جنوبية جميلة وتراث عراقي أصيل … وهنا أود أن أذكر أنه قبل اكثر من سنتين التقيت الفنان حسين نعمة في مدينة ( غوتنبيرغ السويدية ) بعد حصوله على الدعوة من قبل البيت الثقافي العراقي في المدينة لأحياء حفلة ساهرة الى الجالية العراقية والعربية ، وأجريت معه لقاءا صحفيا تطرق هذا الفنان المبدع فيه الى حالته المعيشية المؤساوية والصعبة التي تواجههه وقال بالحرف الواحد ( كل العالم يحترم الفنان العراقي الآ في بلدنا العراق ) ، وقدم عتبا الى وزارة الثقافة العراقية ونقابة الفنانين العراقيين مبينا ( ان الفنانين العراقيين هم تحت الصفر ) ، وتطرق في اللقاء الى القول ( لماذا يطلقون على محمد عبده بأنه فنان العرب ، لأن حكومته تحترمه وتمنحه الجواز الدبلوماسي لأنه سعودي ) ، وتطرق أيضا بالقول ( يفترض على الحكومة العراقية نصب التماثيل الشخصية للفنانين العراقيين في شوارع بغداد والمحافظات تقديرا لأبداعاتهم الفنية وعطائاتهم المتدفقة خلال مسيرتهم الفنية من أجل العراق ، لاسيما وان عدد الفنانين العراقيين القدامى والرواد من ممثلين ومطربين لا يتجاوز عددهم 100 فنان فقط ) ، كما تطرق الى منحهم الراتب التقاعدي الشهري الذي يحفظ كرامتهم وأنسانيهم .

بعد هذه الحالة المؤساوية التي هزت مشاعر الكثير من الناس ، لماذا لا تفكر الحكومة العراقية والبرلمان العراقي بأصدار التشريعات والقوانين التي تنصف العراقيين والذين يعيشون الحالة نفسها ومنهم الفنانين والصحفيين والادباء والشعراء الذين حجبت عنهم حتى المكافأة التشجيعية السنوية التي تقدر بمليون دينار اي مايعادل ( 80 ) الف دينارعراقي شهريا ، كما يعاني عدد كبير من عوائل الشهداء والايتام والارامل والمتعففين الذين لا يجدون ضالتهم وسط غلاء المعيشة التي يشهدها البلد حاليا ، ويوجد في العراق الملايين من هذه العوائل الفقيرة والمحتاجة التي لا تستطيع العيش بكرامة بسبب حجم الفساد المالي لبعض السياسيين الذين سرقوا ميزانيات وأموال العراق وتهريبة الى الخارج ، وعدم تشريع القوانين لصالح هذه الفئات التي تنتطر من الحكومة ايجاد الحلول السريعة والمناسبة لأنقاذهم وحل مشاكلهم .

بعد هذه المناشدة للفنان القدير حسين نعمة ، بادر صاحب الكرم الرفيع الاستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الاعلام المستقل بمنحه ( قلادة الابداع ) كونه رفع اسم العراق في المحافل الدولية ومنها دول الخليج التي تعشق صوت الفنان حسين نعمة ، وتقديرا للعطاء الفني المتدفق طيلة سنوات عمله في هذا الوسط من خلال أبراز الهوية العراقية والفن العراقي الاصيل ، وبعد مبادرة الاستاذ سعد البزاز ، استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح الفنان حسين نعمة واكد على ضرورة ايلاء المبدعين والمثقفين والفنانين العراقيين الاهتمام والرعاية المطلوبة لهم ، فيما اوعز رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي بتعيين أحد أولاد الفنان حسين نعمة في شركة نفط الجنوب .

نقول مبروك للفنان ( أبوعلي ) هذا التكريم الذي يستحقه بجدارة منذ زمن طويل ، ونتمنى ان ينال بقية الفنانين العراقيين الرواد هذا التكريم من قبل الحكومة العراقية والمسؤولين في البد كونهم مبدعين في مجال عملهم الفني ويستحقون الكثير لأنهم غنوا لبغداد ودجلة الفرات وقدموا العديد من الأعمال الفنية لعيون العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب