23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

حسين السلطاني رجلاً حمل هموم غيره

حسين السلطاني رجلاً حمل هموم غيره

ينظر المواطن اليوم من وجهة نظره البسيطة أن الطبقة السياسية الحاكمة في العراق جميعهم من أصحاب رؤوس الأموال والحياة المترفة ومن أصحاب الأملاك في لندن ودبي واربيل وطهران وهذا مايدور في أغلب افكار الناس في الشارع العراقي…
لكن الملفت للنظر وللاسف الشديد واقولها بمرارة قاسية أن زماننا في العراق قد تساوى فيه الصالح والطالح .فالمسؤول الذي يخدم شريحة معينة من أبناء هذا الشعب المستحق الخدمة يضيع دوره ولايقيم عمله الايجابي نتيجة فساد بعض رجالات الطبقة السياسية الحاكمة…
اليوم في مقالتي البسيطة اتكلم عن أحد المسؤولين في الحكومة ولكنه مسؤول من نوع آخر مسؤول لم تلمس يده المال الحرام لامن بعيد ولاقريب جاء ليخدم الناس لا لتخدمه الناس أنه الدكتور حسين السلطاني رئيس مؤسسة السجناء السياسيين في العراق وهو حسب ما أقره القانون بدرجة وزير وللأمانة اقول وحسب معلوماتي البسيطة أن هذا الوزير يعيش كأي موظف عادي في هذه المؤسسة ولايفكر بأي امتياز يقبضه ثمن مقارعته النظام السابق أو السجن أو المنصب فهل سوف يتفاجأ العالم إذا قلنا إن الدكتور حسين السلطاني يسكن بمنزل ايجار في بغداد وحسب ماذكر لي شخص قريب من سكنه وأنه لايملك فيلا اودار كما يملك غيره في مسقط رأسه في محافظة بابل ولاتوجد لديه سيارات فاخرة ينتقل بها عائلته وأحيانا يملك من المصروف أسوة بأي مواطن آخر موظف يعيش على راتب الدولة لاغيره …
لقد حمل هذا الرجل هموم غيره قبل هموم عائلته وقبل همومه حمل هموم اكثر من مئة ألف عائلة من طبقة السجناء والمعتقلين السياسيين .حمل هموم المرضى والمقعدين وهموم النساء اللاتي دفعن الاب والولد ضحية للوطن …
رجل يحمل صفات الاب الحنون على أبناءه في المنصب ولم يغيره الكرسي شيء وعندما يقابل الناس ويسمع همومهم وشكواهم تجد المصداقية والشفافية في كلامه وهو يخرج من مكتبه لمقابلتهم في مكان آخرحتى يبعد عن الروتين ويكسر حاجز الخوف الموجود عادة ً بين المسؤول والمواطن ..
لقد تسلم منصبه لقيادة هذه المؤسسة في ظروف ماليه شحيحة جدا ً وظروف حرب تمر بها البلاد ولكنه لم يعجز أو يجلس على كرسي السلطة ينتظر الفرج فبدأ يعمل بالامكانيات المتوفرة وخلال فترة ترأسه المؤسسة استطاع أن ينهي كل الامور الإدارية المتعلقة بارشفة الملفات وتحويل عمل المؤسسة إلى البوابة الإلكترونية بدل من الروتين الورقي المزعج …
ومن خلال وسائل الإعلام اراه يبحث دائماً بين الوزارات لتحقيق مطالب وحقوق هذه الشريحة ورغم صعوبة تفسير القانون احيانا بين الوزارات إلا أن السيد السلطاني لن يثني عزمه شيء فهو اكاديمي واستاذ جامعي يعرف كيف يتعامل مع وزارات الدولة المعنية ..
كنت اتمنى أن تلتفت الحكومة السابقة والحالية لهكذا شخصية وطنية مخلصة ونزيهه وتدعمه لتحقيق هدفه العام بالحصول على كل حقوق هذه الشريحة المتضررة والتي اقر القانون لها ذلك ..كذلك اطلب من كل الهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى بتكريم شخصية حسين السلطاني واعتباره قيادة عراقية قدوة لغيره لحرصه على المال العام ونزاهته التي يشهد لها القاصي والداني فهو من عائلة متضررة منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي ولم يحصلون على ابسط حقوقهم .
فالف تحية لك ايها البطل المدافع عن الأمانة التي حملتها واعانك الله وانت تقود مؤسسة السجناء هذه الشريحة التي انهكها المرض والفقر وحاربها الإعلام بصورة علنية وبدون حياء اوتردد من قول الحقيقة .وان حاضرك وماضيك كله سجل مشرف سيقرأه احفادك فخدمة الناس الفقراء ثوخاب وأجره عند الله عز وجل ..وهنيأً لمن زرع الخير وحصده …
وفقكم الله وانتم تطالبون بالحقوق المشروعة لاخوانكم أبناء هذه الشريحة المتضررة …وعسى أن تجدوا آذاناً صاغية من الحكومة ووزارتها …
..والله الموفق….