18 ديسمبر، 2024 10:08 م

حسين الزاملي وجدتك شاعراً مبدعاً ؟

حسين الزاملي وجدتك شاعراً مبدعاً ؟

بدأت تتضح ملامح ظاهرة كانت غائبة بفعل فاعل على خارطة الساحة الأدبية تتمثل ببروز عدد من الأدباء والشعراء بشكل عام بتشكيل مجموعات ترتبط بعلاقات صداقة تقوم بالترويج لبعضها البعض بعد اليأس من النقاد لأخذ بأيديهم والتعريف بنتاجهم الأدبي.
لكنهم فرضوا وجودهم بقوة ورصانة ما كتبوا فنأخذ على سبيل المثال وليس الحصر المسيرة الشعرية للشاعر المبدع حسين كاظم الزاملي ففي جعبته كم هائل من القصائد وبالرغم من هذا الكم فهو مقل النشر وكأنه عازفا زاهدا.
وجدته له القدرة على الكتابة في جميع الأجناس الأدبية المختلفة حيث كتب الرواية والمقالة والشعر وصور التناص القرآني الذي يعود لمؤثرات المناخ العائلي لأنه اساسا اي الزاملي ولد في بيت علوي له مركزية دينية فسحرته اللغة القرآنية منذ مراحله الأولى، فقد وجد فيها الانموذج الأعلى في صياغة الجملة وتركيب الصورة، وبلا شك ظلت هذه اللغة تتداخل وتتفاعل مع معطيات أخرى في بوتقة واحدة، حتى انه كون لغته الخاصة التي نراها بأنها لغة نقية لا تتشابه مع لغات الشعراء الآخرين حيث كتب القصيدة النثرية التي رأها الزاملي انطلقت شرارتها منذ عهود مبكرة في تاريخ الأدب العربي بالرغم من عدم الاعتراف بها فيقدر لها بأنها اي القصيدة النثرية ستشغل ذاكرة الأجيال القادمة لزمن طويل بمعنى اخر ان المستقبل لها فقد استطاعت هضم الأجناس الأدبية الأخرى بطريقة تقف لصالحها لتمنحها عمرا طويلا ،
سر قصيدة النثر انتزعت اعترافها واحتلت مكانتها ويتجلى هذا السر في قدرتها على الانبعاث مثلما تنفض الأشجار أوراقها في الخريف لتكون اكثر القا وجدارة في الحياة فالزاملي يرى ان قراءة الشعر العربي والنثر العربي معا مهمة جدا لمن يكتب قصيدة النثر او غيرها حتى يتمكن من فهم تلك العلاقة الجدلية بين الأجناس والانواع الأدبية والخطوط الفاصلة بين جنس واخر وكيف تنصهر هذه الأجناس مع بعضها من اجل تحقيق فائدة النص.
لهذا وجدت السيد الزاملي شاعرا مبدعا ومهما فهو من اختار نسق الخروج إلى فضاء قصيدة النثر البعيدة عن القيود والاشتراطات المرسومة سلفا.