18 ديسمبر، 2024 5:54 م

حسين ابو الستلايت وقدرات الدفاع الجوي!

حسين ابو الستلايت وقدرات الدفاع الجوي!

لعل قدرا مختلفا ينتظر “حسين ابو الستلايت” وسط الفراغ الامني الوشيط في سمائنا. لقد أخذ النقاش بين عراقيين ينظرون عبر التلفاز لرحيل القوات الامريكية وقتا طويلا وكانوا يفكرون بطريقة ملء بها الفراغ الذي سيخلفه ذلك الرحيل، ولكن ليس على طريقة دول الجوار كما في تصريحات سابقة “لزعيم جيراني”. فكل منهم تقدم باقتراح، وكان لفلسفة الفلاح منقاش حضور فيه ولم يخرجوا عن دائرته لانه ملهم جميع صيادي الطائرات في العالم بعد عمليته الشهيرة في مزرعة وسط العراق.

تعددت الاقتراحات الخاصة بتطوير الدفاعات الجوية من الاعتماد على المطيرجية الى اصحاب المصاييد وتقنيي الستلايت الى مجاميع العاطلين عن العمل في طول البلاد وعرضها وهولاء يمكنهم المساعدة لوجودهم على طول الخارطة الوطنية وعرضها.

لم يفلح الدفاع الجوي العراقي في معركة (الحواسم) في اسقاط واصابة اية طائرة للقوات المتحالفة التي اطاحت بالنظام السابق. رغم انه كان يمتلك مضادات جوية تعد نوعا ما متطورة بالاضافة الى اجهزة رادار روسية الصنع. لكن مزارعاً من كربلاء وجد حلا لطائرات التحالف واسقط اشهر طائرة هلكوبتر في العالم برصاصة بندقية برنو عمرها مائة عام على اقل تقدير .

المزارع علي منقاش الذي كان اشهر (جنرال) استضافته الفضائيات العربية والعالمية للحديث عن بطولته المزعومة، لم يكن يعلم شيئاً عن الذي حدث، الا ان الاباتشي كانت جاثمة بمزرعته وتحيط بها البهائم، لكن منظومة الاعلام الحكومي المتهالكة حينها استثمرت قضية الطائرة التي سقطت بسبب خلل فني ومنحت منقاش بطولة مزعومة. اما اليوم و بعد ان كانت القوات الامريكية تتكفل بمراقبة وحماية الاجواء العراقية منذ تسعة اعوام، بتكنلوجيا متطورة نجهل استخدامها وباسراب غير قليلة من طائرات مقاتلة و مسيرة ومناطيد مراقبة مجهزة باحدث الكاميرات، كل هذه التقنيات و الاسراب سترحل او انها رحلت. اذن كيف سنحمي الاجواء العراقية؟ البعض من الاصدقاء اقترح ان نكلف مربي الطيور (المطيرجية)، بعد غياب القوات الامريكية، بمراقبة الاجواء العراقية وكذلك التصدي لاي طائرة تخرق اجواءنا المتربة بــ(المصاييد). وبأمكاننا ابرام اتفاق مع حسين ابو “الستلايتات” لنصب (صحون) ترصد الاجسام الغريبة أو الطائرات التي تنتهك الاجواء العراقية.. وللطير الزاجل مهام المراقبة برمتها.

زميلنا حامد الساعدي رحب بالفكرة الاولى ورشح “علوش ابو ثومة” وهو (مطيرجي) وصفه بالوطني والمخلص لبلده، بأن يقود عملية حماية الاجواء لانه يملك اعلى برج للطيور في بغداد.

الا ان احد الاصدقاء وبعد ان احتدم النقاش بيننا حول الموضوع الذي اسميناه “ايراك سكاي اوبريشن” تأثرا بالمؤتمرات الصحفية للبنتاغون، ارسل لي صورة مقترحة لخطة ناجحة قد نفلح بها ونعالج الفراغ الذي ينجم عن رحيل القوات المحررة. الخطة كانت عبارة عن صورة يظهر فيها احد العاطلين عن العمل ويحمل بيده منطادا معبئا بغاز الهليوم وهو يتصدى لطائرة حربية، لكن الزميل مازن الزيدي اعترض على هذه الخطة، وقال ان الطائرة بأمكانها ان تنحرف بضعة سنتمترات عن “نفاخة” العاطل عن العمل وتتجاوزها. في حين وجد صديقنا يوسف التميمي ان فكرة مازن صحيحة وستعطينا فرصة استثمار لتشغيل ملايين العاطلين عن العمل ونشرهم على كافة سنتمترات الاراضي العراقية، الى جانب ملء الفراغ الذي سيتركه رحيل الامريكيين بكل ماكان من قدرات تقنية هائلة جلبوها طوال فترة وجودهم في البلاد.

بعد كل هذه الاقتراحات، التي تؤمن وتعزز أمن اجواءنا، علينا ان نودع اخر جندي امريكي بأسرع وقت، ونحتفل بانتصار السيادة و نملأ السماء طيورا ونفاخات احتفالاً بانطلاق “بغداد اوبريشن”.. والسلامة لألف سلطان.