حسن نعمة سعدون ( أبو أحمد ) ..رحيل أبدي  الى دار القرار!!

 حسن نعمة سعدون ( أبو أحمد ) ..رحيل أبدي  الى دار القرار!!

ودعت الاقدار قبل يومين ، أحد الزملاء الأعزاء الذين قضينا معهم أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، كانت مليئة بكل مايسر الخاطر ويبعث الأمل بالنفوس بأن رجالات ذلك الزمن هم من النوع الذي يفتخر بهم العراق، وصدق فيهم قول رب العزة (إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى) صدق الله العظيم.إنه الزميل والصديق والمترجم الصحفي القدير حسن نعمة سعدون (أيو أحمد) الذي قضى طوال عمره يبحث عمن يرفد الساحة الصحفية بأمهات الكتب والصحافة العالمية التي تهتم بقضايا العراق ودول المنطقة واحداث العالم المهمة، فأبدع الرجل فيها أيما إبداع.قبل عام مضى إستشهد إبنه أحمد ، وحزن الرجل على فقدانه حزنا كبيرا،

حتى فقد صحته ، وخارت قواه، بالرغم من ان الرجل يفخر بإستشهاد إبنه فداء للوطن، الذي يستحق منا الكثير.ومن واجبي الأخلاقي والمهني ، ومن دواعي التعبير عن حالة الألم وفجاعة الحدث ، بالرغم من ان  الموت حق مشروع، فقد وجدت ان أرثي هذا الرجل بما يستحق ، حتى ان الرسول محمد ( ص ) قال عمن يرحل ( إذكروا محاسن موتاكم ) .

وحرصت طوال حياتي ان ما من إنسان يستحق أن يلقى اهتمامي من الزملاء والأصدقاء الأعزاء ومن جمعتنا بهم الدنيا لسنوات طوال، دون أن يكون له مني كلمة  أو مقال ، إيمانا مني ان أحافظ على بعض قيم الوفاء والمحبة ، وأن أوفهم حقهم من الذكر الطيب ، لما يستحقون من منازل كريمة، وأمنياتنا أن يمن الله عليهم بالجنة في الآخرة ( إنه نعم المولى ونعم النصير ).لاندري يا ابو أحمد ، ماذا سنقول عن رحيلك ، هل نقول وداعا ؟؟ أم ان أعمالك وانجازاتك ستبقي حضورك فينا ، وارفة الظلال ، كلما تذكرت الاجيال ماقدمه السابقون من عطاء ثر ، تبقى ملهما لهم ولنا ، في ان رجالات العراق في الزمن الجميل ، كانوا يتحملون عبء المسؤولية بكل إباء وشرف ، وقد قدموا طوال حياتهم الغالي والنفيس من اجل ان تبقى القيم العليا وشرف المواطنة، تشرق كالشمس، لن يكون بمقدور أحد تغطيتها بغربال.دعواتنا ان يلهم الله عائلة (أبو احمد) وكل زملائه وأقربائه ومحبيه الصبر والسلوان ، ويخفف عنهم عبء المصاب، ويسكنه فسيح جناته ، وليس لنا الا أن نقول : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..إنا لله وإنا اليه راجعون.

أحدث المقالات

أحدث المقالات