في العام 1985 توجه مجموعة من رجال في المعارضة العراقية الى العاصمة الليبية طرابلس للقاء العقيد معمر القذافي..الهدف كان تعريف الزعيم الليبي باجواء المعارضة العراقية وامكانية ان يكون لطرابلس دور في المسالة العراقية والغاية الاكبر الحصول على دعم مالي مميز بعد سنوات من القحط والتجديف المتعب بقارب التومان الايراني!!.
لم يكن الوفد المؤلف من المعارض عزت الشاهبندر وشخص اخر يقيم في فرنسا اسمه سعد الرفيعي وعناصر عشائرية وحسن سلمان الذي يشغل اليوم منصب رئيس مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي ليطمح باكثر من هذا الذي نتحدث عنه ولم يكن يتمنى الا الخروج من نفق الهيمنة الايرانية وايجاد ممر امن لبعض التيارات السياسية والمجموعات العراقية التي ضاقت ذرعا بالعقلية الايرانية من جهة وهيمنة الذهنية الامنية السورية على الملف العراقي من جهة اخرى حيث يبقى الملف قابعا في درج (سيادة اللواء حسن خليل) نائما في ذاكرة امنية متعبة همها المحوري كيف توظف رجال في المعارضة العراقية لخدمة المسالة السورية!.
دخلت المجموعة ومعهم عدد من شخصيات عشائرية تم اختيارها بعناية على الزعيم الليبي معمر القذافي فانبهر الرجل بالوفد لكن حسن سلمان الذي لم يكن يتحدث كثيرا وترك المجال لصديقه الشابندر ادارة الحوار مع الزعيم في الخيمة كان يحلم بالدعم المقدم من ليبيا وكيف يعود الى بيروت ويشتري الشقة ويفتح المشروع ويركب المرسيدس!.
هنا ادون تاريخ هذه اللحظة التاريخية في زمن كانت فيه كل الابواب موصدة امام المعارضة العراقية واحاول ان اكون امينا في النقل دقيقا في التوصيف ملما بالتفاصيل التي تضمنتها المسالة الليبية العراقية قبل اكثر من 28 سنة من الان..وهنا اشير الى مسالة مهمة:
عزت الشابندر كان الوحيد الذي اشتغل وفي ذهنه مشروع للمعارضة العراقية فاسس جريدة البديل الاسلامي في دمشق وكان فيها البعثي والاسلامي والليبرالي والعلماني والملحد وكان يشترك في صياغة موادها الصحفية مجموعة من الكتاب اصبحوا اليوم منارات ورجال مهمين في الاعلام العراقي والعربي يقف على راسهم المفكر غالب حسن الشابندر ومحمد علي الحيدري المذيع المعروف ومقدم البرامج السياسية في (حرةعراق) وسالم مشكور الذي كان يعمل بنفس المحطة وانتقل الى العمل في هيئة الاعلام والاتصالات العراقية وعدد كبير ومهم من الاعلاميين العراقيين في سوريا.
عزت الشابندر صرف كل المبلغ الليبي المصروف من العقيد على مشروعين اعلامي وسياسي في ذلك الوقت هما جبهة القوى الاسلامية العراقية (تقى) ومشروع البديل الاسلامي وهو قرابة المليون ونصف المليون دولار..ولازلت اتذكر ان الشابندر كان يمنح اي كاتب عراقي قريب او بعيد خصم او صديق مبلع 3000 الاف ليرة سورية (بعز الليرة السورية في الثمانينات) اذا تمكن من نشر مقال في الحياة او الشرق الاوسط او السفير اللبنانية!.
وفي عز الليرة السورية كان رجل لااحد يعرفه في السيدة زينب يذهب من طرف عزت الشابندر الى العوائل المتعففة والشباب (اللي كاتلهم الهبري) ويوزع عليهم منحة عزت البالغة 3000 الاف ليرة في حقيبة سوداء اللون وكل مبلغ بظرف خاص وكانت تلك المعونة الشهرية تسد شيئا من اخدود الحاجة المفتوح انذاك في امعاء ووجوه ثوار ومقاتلين وهاربين من بطش النظام العراقي الى سوريا!.
المليون ونصف المليون الاخر الذي قدمه العقيد القذافي الى الرجال القادمين اليه من بيروت ودمشق ومن مضارب القبيلة العربية العراقية كان من حصة حسن سلمان والرفيعي وفيما اخذ الرفيعي الفتات والاخرين فتاتا مماثلا استحوذ الاخير على بقية المبلغ وذهب الى بيروت وهو يمني النفس بتحقيق حلمه الاول وكان له مااراد!.
حسن سلمان افتتح معرضا للسيارات يبيع ويشتري بالمبلغ القادم من مصارف الثورة الليبية في بيروت واشترى منزلا في الدور السابع في الرويس ولم يعد احد يراه الا وهو يرتدي العباءة العربية والبدلة الحديثة ينظر للثورة ويكتب كل ستة اشهر في جريدة السفير اللبنانية مقالة يتيمة لها علاقة بكل الاشياء الثورية والسياسية في الكون ولاعلاقة لها بشيء له علاقة بالثورة والمعارضة والانسان في العراق!.
الاسترخاء المالي الذي طرأ على حسن سلمان جاوره استرخاء في الفكر والثقافة والاعلام والكتابة فلم يعد حسن يعرف شيئا عما يكتبه حسن وربما تسائل اقرب الناس لسلمان ماكان يساله صديق لحسن في قصيدة لاحمد مطر يصور فيها حكاية الحاكم الذي عرض على الناس تلبية مطالبهم فاعترض حسن وفي السنة الثانية عرض الحاكم على الناس تلبية مطالب رعيته فلم يساله احد عن شيء الا سؤال احد المواطنين قائلا:
اين الرغيف واللبن
واين صاحبي حسن!!.
وانا اقول بعد سنوات طويلة من التجديف في الدينار الليبي..واين صاحبي حسن؟!!.
للتاريخ اقول ان حسن في رواية احمد مطر قتله الحاكم الذي لايريد ان يسمع اي اعتراض من شعبه وحسن سلمان قتله الدينار الليبي فاعتزل المعارضة في بيروت بدعوى التمزق وغياب الوحدة الوطنية ومشروع عام وروح وطنية جامعة ولم يره احد الا رئيسا لامناء شبكة الاعلام العراقي!!.
في الشبكة وبعد اكثر من 28 سنة على رواية الخيمة الليبية يعود حسن سلمان لخيمة النفاق وهستيريا الموقع والمنصب والاضواء فيتهالك من اجل كرسي تحت قبة البرلمان فلايحصل على شيء خلاف توقعاته بعد عودته من طرابلس محملا بالدولارات وحين لم يجد مغنم المصفحة وال11 مليون دينار والاقامة في الخضراء والجواز الدبلوماسي والعقود والظهور في الصورة التلفزيونية اشتغل بمهنة حارق ملفات الثورة عبر حرقه لتاريخ ناصع من النضال المشترك والهبوط الى مستوى لايتصوره احد في النيل من اخوة رائعين في كتائب العمل الوطني العراقي فلم يعد احد يسلم عليه او يسال عنه او يطيق الحديث معه وعاد الى عزلته الثانية بعد عزلة حقيبة الزعيم مغرما بالتقرير السري والتخلص من الاصدقاء القدامى!.
حسن سلمان..
انصحك بالعودة الى الرويس ومعرض السيارات واترك الشبكة لانها للاعلام وليست شبكة للتجسس وكتابة التقارير السرية ومكانا للوشاية الامنية!!.