من مفارقات الساحة السياسية العراقية وأخطائها الكثيرة ظهور حسن العلوي منظرا وهو ليس كذلك , فالمراهقة التي أصبحت صفة ملازمة لآحزاب السلطة ومن حولها من رؤساء عشائر عرفوا بالتزلف حتى أصبحت ” الهوسة ” عربونا للتسول , والوقوف على أبواب المنطقة الخضراء وأبواب المكاتب الحزبية عادة تستبيح ماء الوجوه التي لم تعد تعرف الحياء والكلمة الصادقة والوعود الشريفة التي سقطت في سباق ألانتخابات التي كان من نتائجها حسن العلوي بكل مايحمله من أمراض مرحلة صدام والبعث الذي أنتج شخصيات لم يكن الشغب من أسوأ صفاتها وأنما ألانحلال الخلقي وأنعدام الشهامة والرجولة هي الماركة المميزة .
حسن العلوي الذي كان يكتب لصدام في مجلة ألف باء : رجل لا كالرجال وفارس لا كالفرسان ويومها كان صدام بجهالته ونزقه لايشبع من مدح المتملقين ولا يمل أطراء المتزلفين الذين أصبحوا كالعدوى تنتشر في دوائر الدولة ومدارسها وجامعاتها وثكنات جيشها حتى لم يعد للاحرار متسع ولا للحرية وجود , ولا للكرامة أثر , ولا للوطنية معنى , في هذا الجو المستعر بنار الخيانة والغيرة والحسد وفقدان المعايير الفكرية والموائد الثقافية التي طوتها محدلة التبشير للكنيسة الصهيونية التي وجدت في فرنسا نافذة تطل منها على شباب العرب الوافدين من غير تسليح ثقافي ولا تعبئة فكرية فكان ميشيل عفلق خيارا يستفز القسيسين والرهبان والكرادلة وألاباء عندما سئل لماذا لاتقوم لآباء الكنيسة أحتراما ؟ فقال : ماذا قدم هؤلاء ؟ وأنا من جعل ألاف المسلمين يتبعونني ؟ ولم يدر ميشيل عفلق أن اللعبة أكبر منه , وأنه من الصغار الذين يرمون على الرصيف عندما تنتهي أدوارهم , وهكذا كان , حيث قام صاحب الغدر وناكث الوعود وخائن العهود بألادعاء بأن مشيل عفلق مات مسلما فأقام عليه الفاتحة على الطريقة ألاسلامية التي لم يكن صدام يحترمها عندما سولت له نفسه مباهاة كتابة حروف القرأن بدمه ” والدم نجس ” ولا أدري أين كان أصحاب الفتوى الذين ينظرون اليوم ومنهم من كان يذهب للحج نيابة عن صدام ؟
حسن العلوي خريج هرج ومرج البعث , وهو من أعترف بنفسه في ندوة العراقيين في دمشق التي كان يديرها الدكتور علي التميمي عندما جاء هاربا من صدام بعد أن أعدم زوج شقيقته عدنن الحمداني , وصدام هو الذي أبعد حسن العلوي الى الكويت أمعانا في الذل حيث طلبوا منه ن يقوم بأحضار المومسات ألايطاليات الى الكويتيين كما أعترف حسن العلوي بذلك بعد أن أعترف أمام الدكتور علي التميمي وجمهور الندوة العراقية في دمشق كما أخبرنا من حضر تلك الندوة وقالوا : كان حسن العلوي خائفيا من دخول الندوة , فقام بعض الوجهاء العراقيين بالطلب من الدكتور علي التميمي أن يسمح لحسن العلوي بالدخول , فوافق الدكتور على دخوله , ويقول شهود تلك الحادثة أن حسن العلوي جلس في أخر صف من الجالسين وعندما أنتهى الدكتور من محاضرته , رفع حسن العلوي أصبعه طالبا من الدكتور السماح له بالحديث , فوافق الدكتور , وقام حسن العلوي مصفر الوجه وهو يرتجف ويقول : صدام حسين ساهم ربع مليون عراقي بصناعته , ثم يضيف على طريقته بالمبالغة وهؤلاء ليس لهم علاج ألا السيف ثم يقول عن نفسه : وأنا واحد منهم , فحسن العلوي الذي أعترف للعراقيين منذ العام 1981 بأنه يستحق عقوبة ألاعدام , كيف يتسنى له اليوم دخول مجلس النواب , وكيف يتبجح بالوطنية وألاخلاق الفاضلة ؟ وكيف يراه الناس يتهجم على ألاعلاميين الذين لم تكتمل تجربتهم , ويسخر من الحكومة ومن فيها ومن ألاحزاب ويغازل من يريد على طبيعته المسكونة بالمشاغبة
وأقول للكتاب وللسياسيين , ولكل من يريد أن يكتب عن حسن العلوي عليكم بالدكتور علي التميمي الذي أطلع على بدايات أحتكاك حسن العلوي بالمعارضة العراقية , وكيف وضع الدكتور التميمي بحكمته فلترا وحجزا للعلوي حتى يحدد من حركته الفوضوية , فلم يسمح له بتقديم كلمة في الذكرى ألاولى لآستشهاد السيد محمد باقر الصدر , وقال له حسن أنت مطلوب للعراقيين , ولا أحد يسمح لك بالتكلم بأسم الشهيد الصدر ألا بعد ن تثبت توبتك للعراقيين جميعا , ولكن بعد أن ترك الدكتور الساحة السورية أستغل حسن العلوي سذاجة وبدائية من ينتمون لآطراف محسوبة على المعارضة ولم تكتمل خبرتهم ولا نضجهم السياسي , فباقر صولاغ مثلا كان يقول في تلك ألايام أنا لا أعرف بالسياسة ولا أنتمي لهذا الطرف أو ذك ولكن يقول المطلعون بسبب شقيقته وهي زوجة أحد أعضاء حزب الدعوة الذين أعدمهم صدام عندما خرجت وخرج بسببها باقر صولاغ أنضمت الى جماعة محمد باقر الحكيم الذي أسس له ألايرانيون المجلس ألاعلى للثورة لاسلامية في العراق , ولعدم وجود كوادر مثقفة وواعية لذلك أنتهز باقر صولاغ ذلك فرصة للالتحاق بجماعة محمد باقر الحكيم وبسرعة أصبح مقربا منه وأزاح المعمم عامر الحلو وهو روزخون كان يقرأ بليرات سورية قليلة في حضرة السيدة زينب فأصبح ممثلا لمحمد باقر الحكيم وعندما أزاحه باقر صولاغ طلب اللجوء الى الدول ألاوربية وختفى ذكره شأنه شأن كل المتسلقين , وعندما أصبح باقر صولاغ ممثلا للمجلس في سورية تمكن حسن العلوي من أختراقهم وصعد منابرهم وراح يغريهم بأدعاءات وحنقبازيات رعونة شبابه وطيش أيام البعث وروايات عنجهيات القصر الجمهوري وملفات ألاعلام وعملائه في الوطن العربي وهم كثر , وعندما تمكن حسن العلوي من أختراق المجلس ألاعلى بشخص باقر صولاغ ثم لاحقا بشخص المعمم صاحب الفتن جلال الصغير , ثم بشخص عادل عبد المهدي الذي كان شيوعيا ثم بعثيا ثم متزلفا لمحمد باقر الحكيم ليدخل عضوا في المجلس ألاعلى في التسعينات بعد أن ترك بعض ألاعضاء عضوية المجلس لعدم أيمانهم بفعاليته , وفي المرحلة التالية توجه حسن العلوي للتقرب من المخابرات السعودية بعد أن وجد ن المخابرات السورية لاتعطي مالا فهو من كتب في صحيفة الثورة السورية ” صدام ديمقراطية الموت ” معتقدا بذلك أنه سينال ثقة السوريين , وقدمت له المخابرات السعودية ” 100 ” دولار وكتب لهم مايشبع غريزتهم الطائفية ” الشيعة والمشروع القومي ” وهي كتابة تلفيقية تجارية تغري من لايعرف أعماق الفكر , ثم كتب ” عمر والتشيع ” وهي عملية مغازلة للسعوديين من خلال حسهم الطائفي , ثم أقترب من الكويتيين ودغدغ مشاعرهم بعد غزو صدام لدولتهم وبعد ذلك أصبح حسن العلوي متمكنا ماليا فتزوج شابة صغيرة من لبنان , ولعب لعبته مع المبتدئين في المعارضة العراقية ولاسيما الطارئين عليها ممن تعرف عمالتهم عندما تذكر أسماؤهم فترأس تحرير صحيفة المؤتمر في لندن وهي عائدة لآحمد الجلبي , وأستقر أخيرا في دمشق وتقرب من محمد مهدي الجواهري في أخر أيامه وكذلك من مصطفى جمال الدين وعندما سقط نظام صدام حسين راودته نزواته ليكون سفيرا للعراق في سورية ولكن السوريين لم يوافقوا , فراح يشتم الجميع ولكنه لم يستطع أن ينل من الدكتور علي التميمي لآنه مدحه في كتابه ” العراق ألامريكي ” وقال : قضيت أيامي الذهبية مع الدكتور علي التميمي , وعندما سئل الدكتور عن ذلك قال : أرجعوا الى مكتبته عن تلك الفترة ” ثم مدح الدكتور علي التميمي من على قناة البغدادية , وذات مرة قال : الدكتور العروبي علي التميمي , وعندما توجه أحدهم بالسؤال الى الدكتور : هل ماذكره حسن العلوي مدحا أم ذما لآن الدكتور معروف بأسلاميته , فأجاب الدكتور : هذا القول لمن يعرف ثقافة حسن العلوي العلمانية هو مدح وليس ذما .
ونتيجة الطبع البعثي المتأصل بحسن العلوي أقترب من أياد علاوي ودخل في قائمته العراقية ولان أياد علاوي حصل على ” 400000″ صوت في بغداد لذلك صعد حسن العلوي بأصوات أياد علاوي كما صعد خضير الخزاعي وحسين الشهرستاني وعباس البياتي وكمال الساعدي وعزت الشابندر بأصوات نوري المالكي التي بلغت مايقرب من ” 700000″ صوت في بغداد وهي تجربة لانعتقد أنها ستتكرر رغم وجود ألاغراءات والشحن الطائفي , وعلى عادة العلوي في المباهاة والمشاغبة والنرجسية أصطدم بأياد علاوي وأنشق عنه , وعندما بدأ بالخصومة مع الجميع , راح يمدح مسعود البرزاني ويؤيده بألانفصال وألاستقلال , فأعطاه البرزاني بيتا في أربيل ليستفيد منه صوتا مشاغبا ضد حكومة المالكي ورغم مرض حسن العلوي ألا أنه لازال مشاغبا مستغلا ضعف الحكومة وألاحزاب وعدم أكتمال مهنية الفضائيات نتيجة الفوضى السياسية التي جعلت من حسن العلوي منديا بالويل والثبور وعظائم ألامور وهو في الحقيقة لايساوي وزن عصفور وبيته وهن من بيت العنكبوت .