ان التقادم في العمر والقراءات المتنوعه ومراحل النضال والغربة والعلاقات المختلفة مع شرائح المجتمع بالتأكيد تكسب الانسان حصيلة ثقافية من الاطلاع والتحصين الذاتي , والتجارب التي يمر بهاتجعله يقرأ ويحلل الامور بشكلها العقلاني الصحيح التي تبعده عن دوائر الاتهام والتبعية , والمبادىء الصحيحة التي جبل عليها تحصنه من مهاوي الردى وافواه العطشى في جعله حطب
لنار آكلة ومحارق لاهبه وحفر عميقة , وشخصية مثل الاستاذ حسن العلوي معروفة بين الاوساط في زمن ولى والذي نعيشه الان يشار له بالبنان لمواقف ومؤلفات عديدة وغربة بعيدة عن الاهل والاحبة , ومثله كالاخرين لهم وجود في السابق والتغيير الحالي عليهم ان يكونوا اكثر
حكمة واقوى عزيمة و شكيمة في المواقف والتصريحات , لما يمتلكونه من تجربة وعمر
نضالي ومعرفة بدواخل الامور وتعقيداتها , لانه عاش في ظروف لايحسد عليها وتوفرت له سبل لم تتوفر لغيره , الا اننا نجده بين مد وجزر مرة يحن لاسياده القدامى باخذ دور الوسيط بين
عزت الدوري المنبوذ من حزبه الان برسالة اعتذار لامراء دولة الكويت واخرى دعوته لانفصال الاخوة الاكراد وحقهم في تحقيق دولتهم المنشودة مقابل اثمان بخسة لاقيمة لها لتنفيذ
مشروعه الكبير في تأسيس مؤسسة ثقافية تحقق له أحلامه الوردية ظلت مخزونة في ذاكرته لسنوات عجاف واخرى يتهم الهاشمي وملك السعودية بتأنيب الاخير لطارق على عدم احداث تغيير في بنى القيادة العراقية من شيعية الى سنية ومن ثم يعترف انها لم تحدث ومواقف كثيرة جعلت منه العوبة لاتليق بمثل سنه وعمر نضاله وحكمة ودراية شخصيته , ان الانسان مخبؤ بين فكيه فعليه ان يكون رصينا في حديثه عارفا بنفسه مسؤولا عن اقواله سالكا سبيل معرفة مكنوناته بعيدا عن تهور مواقفه قليلة هي اخطائه لان العمر والمكانة لها دور في تحصينه من الخطأ والزلل والا ماذا نقول للسياسيين الجدد الذين اعتلوا منصات الخطابة والتصريحات لاحدود
لها بين ناقد بتجريح وناقما بحقد وحاسد لمكانة , ان الشخصية القيادية الحقيقية هي التي تخط لها
خطا مستقيما لايحيد عن حب البلد والتفاني في خدمة شعبه وموجها لاصدقائه بما يحافظ على سمعة البلد ووحدة اراضيه وكرامة شعبه وينبذ الغريب من التصرفات غير الاخلاقية التي لاتليق بسمعة البلد سواءا بالجانب الطائفي والعرقي والديني لاننا بامس الحاجة الان ان ندعوا للمحبة والتسامح ونبذ الخلافات ومحاربة العنف والتفرد بالقرار واستغلال العلاقات الطيبة مع الاخرين التي بالامكان ان تقينا من مخططات السؤ وتكفينا من اعمال الشر وتحافظ على تجربتنا الوليدة لمستقبل مشرق نعيش فيه بعدالة القانون وسطوته وتبعدنا عن الكيل بمكيالين لان الانسان غاية عظمى ولايعلوا عليه شيء وبذلك نحقق دولة العدل والاحسان لنضمن مستقبل أجيالنا الذين
ينتظرون منا الخير كله , ان الابتعاد عن المواقف المتشنجه والادوار الخبيثة ومحاربة الفساد والعودة للقانون وتحسين المواقف ومراجعة الذات ومحاسبة النفس عوامل من شأنها ان تقوي بنية البلد وتحمي مكتسباته وتحافظ على تجربته , مزيدا من العقل والتروي ايها الاستاذ العزيز لان مانطق لسانك ودون قلمك وطرح افكارك محسوبة عليك ولو راجعتها لندمت كثيرا واعتذرت طويلا عن وقعها وقوة تأثيرها بين الاوساط .
[email protected]