23 ديسمبر، 2024 2:43 م

حسن السلمان.. ديناصور حان موعد انقراضه

حسن السلمان.. ديناصور حان موعد انقراضه

يتساءل الكثيرمن المثقفين العراقيين، عن دور حسن السلمان في الاعلام العراقي، وماقدّمه هذاالامبراطور الورقي من دون كرسي،طيلة السنوات الماضية، من انجازات سوى الحوارات التي ينتقيالمشاركة فيها بنفسه، متصوراً نفسه العمود الذي يقوم عليههيكل شبكة الاعلام، فيحق له من الامتيازات وفرض الارادات ما لا يحق لغيره، فيحين انالواقع يقول ان الرجليثير جعجعة من دون طحن.

لكن أيّدور يشغله السلمان، وهو رئيس امناء شبكةالاعلام، رسيما، وهلاعطى هذا المنصب حقه ؟،بالتأكيد،فان الجواب لا، ذلك ان المنصب كإسم هو الذي اعطى السلمان قيمة وليس العكس، حين يمنح اصحاب الكفاءة وقوة الشخصية المنصب المجرد قيمة لأعمالهم الكبيرة وافكارهم الابداعية، وقوة قرارتهم العادلة.
ان السلمان فيما يستحضره من افكار في حواراته وتصريحاته لم يكن جديدا ابدا، بل هو اجترارلأقوالمبدعين، يقلّدهم،أو تكرار لتصريحات يعيدها علىمسامعالجمهور من دون ان يطورها، والادهى من ذلك، انه يتربع على عرش يتصور انه لنيتزعزع منه ابدابحكم مايعتقده من استحقاقات”جهادية” وعلاقات استراتيجية، مع عليّة القوم، جعلته يتحول من تاجر الى خبير اعلامي ومحلل استراتيجي لكن بعقلية رجل اعمال صغير لاغير.

ولاضير من الحديث في هذا الصدد عن ماض رجل، تحدثه فيه وعنه وسائل الاعلام المختلفة ومنهااستثماره في القضية العراقية ايام المعارضة قبل العام 2003، لمصلحته الخاصة،فاستثمر منحةنظام الرئيس الليبي الراحلمعمر القذافي التي تزيد على المليون دولارليستثمرها مع شركاء له، ليفتحمعرضاً للسيارات في بيروت ويشترى منزلا في الدور السابع في الرويس.

ومثلما كان السلمان في فترة النضال الجهادي، مرائيا يظهر نفسه مرتديا العباءة العربية للتعبير عن اصوله العشائرية،والبدلة الحديثةلإظهار نفسهمثقفا وسياسيا”عصريا”، الا انه كما هو الان وهو يشغلمنصب رئيس مجلس امناء شبكة الاعلام،لميتجاوز قدراته المحدودةوظل كما هو، يتخيل نفسه محللاًاستراتيجياً ومخططاً عظيماً، فيمايقول عنه مَنْ خبرهُ وعايشه، انه يجتر الافكار،ذاتها، اجترار البعير للكلأ، وماقاله قبل عشرين سنة يكرّره اليومبعد ملائمته مع الوضع من دون تطويره.

السلمان اليوم، وهذا ديدنه الدائم، لا يفكر ابدا ًفي عمله سوى كونه وسيلة لزيادة ثروته، والاستحواذ على الاموال، والشعور بالاسترخاء المادي،مثلما يستغل المنصب كوسيلة للتعالي على زملائه، متصوراً نفسهبانه الاهموالاقدر، وصاب القرار الذي لاينازعه احد.

ان العملية السياسية في العراق، وماتمخضت عنه من مؤسسات اعلامية وسياسيةتعاني من زحف الديناصورات التي تضخّمت وهي تبتلع كل شيء امامها، لكنها مهما طال زمن نفوذها وسطوتها فانها ستنقرض لامحال، بسبب تضخمها المادي على حساب عقلها الذي بات صغيرا قياسا الى كتلتها الضخمة.
وربما ان الاوان لأصحاب القرار،عزل هذه الديناصورات، لتنقية الساحة من هيجانها اللارادي وزحفها الاستحواذي لفسح المجال امام الكفاءات واصحاب الخبرة