23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

“حسنة ام الگيمر” وموكب مسئول

“حسنة ام الگيمر” وموكب مسئول

بعد انتهاء المشادة الكلامية بين “حسنة “وسائق سيارة الكية(الأجرة) على خلفية وضع “صينية القيمر وقدر اللبن” في السيارة وضرورة  دفع الأجرة عن المواد واعتراض حسنة وتعاطف الركاب معها,تحركت السيارة  لتتوقف بعد ان قطعت مسافة قصيرة, في طابور طويل عريض من السيارات, الجميع أصابهم ضجر وبدأت تطلق أنواع العبارات النارية من الركاب “لا يمكن ذكرها حفاظا على الذوق العام” ودمدمة حسنة بكلمات غير مفهومة اعتقد أنها (شتمت المسبب),طال توقف السيارة,كسرت حسنة حاجز الدمدمة  وقالت بلهجتها الطيبة(يمة فدوه لطولك ما تحرك السيارة, الكيمر راح يخرب) “السائق” الذي لازال يحمل  في صدره مرارة على حسنة المسكينة( حجية موكب مال مسئول راح يفوت وكاطعين الشارع),مفردة موكب محفورة في مخيلة حسنة وجميع العراقيين البسطاء دلاله على كلمة تسمعها في شهر محرم الحرام وصفر,واعتقدت بان السائق يستخف بها  ردت بعنف( يمه لا شوفنا ما نعرف الوكت  من زمان خلص عاشور وصفر فدوه لطولك,الكيمر يمه) ضحك الجميع لكن احد الركاب اخذ دورة كمثقف(كون الثقافة فكر وممارسة) بداء يشرح لحسنة بان (المسئولين الجدد لديهم مجموعة من السيارات المصفحة ومن الحمايات تسمى موكب)وقال, لكنها مواكب مسلحة غير التي تضنينها “سلمية”,والسائق كان على صواب وأنتي أيضا على صواب ,وعليك ان تفرقي من الان فصاعدا بين مواكب المسئولين والمواكب الحسينية مثلما ما تفرقين بين الشر والخير و الحرام والحلال …الخ, قالت حسنة(موش انا هم اكول مواكب الحسين بعد عيني ما تخرب رزق الوادم) نظرت حسنة الى صينية القيمر بانكسار وحزن ,وقالت (اذا خرب الكيمر شلون عود)  رد “السائق” بسخرية خذيها من المسئول,قالت (يمه شيوصلني للمسئول ذيج الوادم  صارله سنين يريد تقابل مسئول على قضيتها وماتكدر يمه الخلف على الله) غرورقة عيناى”حسنة” المرأة التي تجاوزت الخمسين من عمرها ألموشحه بجلباب اسود من الرأس حتى القدمين,وعباءة ممزقة سوداء كحياتها التي عاشتها بين الحزن والأوجاع والدموع,حسنة التي مثلة كارزما فقراء العراق في دموعها استحضرتهم لعل “الموكب المسلح” يرى مشهد الدراما الواقعية التي تعرض يوميا في الشوارع ,حسنة السومرية بنت بلد السواد والنفط تبكي حزنا على صينية القيمر,لكن شيمة العراقيين الطيبين من ابناء الشعب (الركاب) أبو أن تنهال دمعة عراقية كريمة ,انتفض الجميع ,نحن نتكفل بالخسارة,واقسم السائق بان يرد لها الأجرة ويتكفل بإيصالها أينما تريد. مسحت عينيها ورفعت يديها الى السماء,ترى ماذا طلبت من الله؟