“لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.. ولا سراة إذا جهالهم سادوا” ونحن ننزف دما بريئا وثروات مهدورة، طوال 15 عاما من الديمقراطية غير المكفولة بدستور يخترقه كاتبوه الذين إحتكموا الى أمزجة فئوية هوجاء ومصالح شائهة المعطيات أسفرت عن قوانين داعمة للفساد.
جهل السراة لم يتوقف عند هدر الثروات في ارصدة شخصية لافراد متنفذين، إنما بلغ حد إراقة الدماء واستقطاب الارهاب العالمي الى مدن العراق، يحادد بغداد العاصمة إحتلالا كاد يطيح بالدولة الى الابد!
تفجيرات شيه يومية، تداهم فقر عمال المسطر وبراءة الشباب قي الكافيهات و… الامهات في لاسواق الشعبية؛ ما أدى الى فقدان العراق بريق ألمعيته التي لم يستفد منها مثلما لم يرفه شعبه بريع ثرواته الطائلة التي ينفقها في مجاملة الاغراب.. تحت قناعات وهمية.
آن لنا ان نحرق أوراق الدستور “الفطير” الذي كتب لخدمة مصالح فئوية وشخصية، وإذا ما عارض تلك المصالح سهوا.. من نقطة ما.. لم يحسبوها جيدا؛ فإنهم يخترقونه!
نحرق الدستور ونذروا رماد صفحاته على جراح العراقيين لعل سوادها يواسي حزن الامهات الثواكل!؟ متسائلين:
– هل كنا مغفلين طيلة الـ 14 عاما التي مضت؟
– أم زخم إعصار كاسح من فساد وارهاب عصفا في حياتنا وثرواتنا ونظامنا المديني المتحضر؟
– تحولت الحواضر الى خرائب همجية!
– بدل إستثمار ثروات العراق الطائلة في تطمين إحتياجات الشعب أهملنا الخدمات الصحية والتربوية والماء والكهرباء.
– والفقراء يزدادون…
– لم نوقف المفسدين عند حدهم، بل وقفنا نشتمهم وهم لاهين عنا بتقطيع الكعكة وإلتهامها بفم لا يتوقف عن المضغ ومعدة لا تشبع!
– لم تبادر وزارات الدولة المعنية الى إنشاء مدن نظامية لمن لا يمتلكون وحدات سكنية، إنما تُرِكوا يستولون على أراضٍ مهملة اعلنوا فيها العصيان على الدولة، فإنمسخ الجميع.
– سكنة “العشوائيات – الحواسم” يشعرون بانهم تورطوا بمخالفة يجب ان يتموها، والدولة أمام خلل أخلاقي في اداء المسؤولية، ردمت فجوته بالسكوت عليهم!
– وهذا من شأنه تحويلهم الى مجرمين محترفين لشعورهم بان حياتهم قائمة على تهمة!
– المعامل توقفت والمزارع أجدبت و… نحن “بس” نلوم.
من تسعة تساؤلات، وهناك المزيد، ندرك أننا خسرنا وطنا، وعلينا إيجاد إجابات تعيده إلينا منبثقا من صناديق اقتراع، يشارك فيها الناخب بتجسيد مثالية ولائه الوطني متجلية بحسن الاختيار.
فلنبحث معا عن انتخاب الذات من خلال دقة إختيار المرشح! فهل نستطيع؟ لنحاول… أنا شخصيا في طور بلورة موقف، متمنيا على الجميع مساعدة ذواتهم في استعادة الوطن المسفوح… كي ينتموا إليه.
بانت ملامح عمل حكومي جاد، نحو الارتقاء بواقع العراق.. شيئا فشيئا قدر ما تسمح ظروف النصر.. ونحن خارجين من حرب ضروس ضد “داعش” المهزوم،…
الحكومة بدأت تستعد لصفحة الحرب على الفساد، بعد ان قضى الجيش والشعب معا على “داعش” إمتثالا لفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها الامام علي السيستاني واستجابت لها الحكومة ولباها الشعب العراقي بمكوناته كافة.
حملة إصلاح جادة، من قبل الحكومة بانت آثارها إجرائيا.. على ارض الواقع الميداني، بتسليم الفاسدين الى القضاء يرى بهم رؤيته… وتلك أولى الخطوات في المواظبة على ترصين جبهة القتال ضد الفساد ورصد المفسدين ومحاسبتهم تصاعدا نحو مستوى مثالي، يثبت دعائم وطن نزيه.. إن شاء الله ان يؤازر الشعب نفسه!