23 ديسمبر، 2024 11:44 ص

(حسجة) أوباما.. وسذاجة العبادي..!

(حسجة) أوباما.. وسذاجة العبادي..!

الحسجة هي التعبير بالتلميح، ويكون ابلغ من التصريح.. وبها يمكن إيصال رسالة الى المقابل الواعي، بطريقة بليغة, وبـها يمكن انتاج معنى يقع في الصميم عند المتلقي اللبيب… ويبدو خارج السياق للساذج.
ولا يمكنني ان انكر نباهة (اوباما) الذي استطاع ان يفهم رسائل سابقة صدرت من الصدر.. ومن ذلك، مثلا، عندما طلب الصدر زيادة حجم وكادر السفارة العراقية في واشنطن، بما يعادل حجم السفارة الامريكية في بغداد.. سارع اوباما، بعد ساعات ليعلن عن تخفيض عدد الامريكان المتواجدين في السفارة الامريكية..
وعندما اطلق الصدر سراح اسير امريكي ويشكل مفاجيء.. وصلت الرسالة الاخلاقية لاوباما، وتصرف بعدها بما يناسب المشروع الوطني.. ومن ذلك كثير..
اما في الجانب الاخر.. نجد ان العبادي وزمرته، لا تفهم اية (حسجة) ..بل تستحق وسام (السذاجة) و (البلادة)..
وبيت القصيد هنا، هل فهم العبادي معنى وقوف الصدر وهو يلقي خطابه في ساحة التحرير -الجمعة الماضية- وهو يرتدي الكفن وخلفه صورة لرئاسة الوزراء ..؟
اجد ان اوباما وغيره ممن يتدخل في الشان العراقي قد فهم الرسالة، قد فهموا ان تدخلهم سيكون مقابل ثمن دموي.. لانهم رجال دولة وحكم واصحاب خبرة وكفاءة.. وعندهم (حسجة)..!
بينما.. لا اتوقع ان (حزب المعتاشين) على النفاق الديني قد فهموا شيئا من تلك الصورة.. لانهم ليسوا رجال دولة ولا مؤهلين للحكم ولا يمتلكون الخبرة والكفاءة.. وما عندهم (حسجة)..!
وهي نتيجة طبيعة، لان اعضاء (حزب اللغوة) قضوا حياتهم في الخداع السياسي والتملص من التزاماتهم.. والاستخفاف بالمقابل .. وخاصة بالشعب..
قبل سنوات، شكى المالكي من (المحاصصة) وعدم كفاءة الوزراء، فقام الصدر بالتخلي عن وزرائه لصالح المالكي.. القاءا للحجة وابراءا للذمة..
لم يفهم المالكي الرسالة.. وتوهم انه قد خدع الصدر.. ! فسارع لاغتنام الفرصة، وسلم الوزارات الى شلته التعبانة الفاسدة.. دون ان يدرك، ان الصدر قد وضعه في الاختبار..
واليوم.. العبادي يكرر الخطأ.. دو نباهة.. ودون (حسجة)..!
لا زال العبادي يناور وهو يلف الحبل حول نفسه، متوهما انه يخدع الصدر.. والاخير قد حصل على تفويض الشعب، بعد سنوات من الاتصالات والانفتاح على النشاط المدني وغيره..
ويمكن القول: في الوقت الذي سجن اعضاء حزب (اللغوة) انفسهم في قصور الهدام، كان الصدر يلتقي بالعناوين الشعبية لينسق معها حول الاصلاح ووضع مشروع متكامل للاصلاح التنفيذي والقضائي والسياسي..
وكأني بالصدر يقول كما قال الشاعر المرحوم البهادلي.:
اليه بالمعالي كان ما كان وعلي هسه يتريس كان ما كان حيدوري يسولف كان ما كان ولك ياكان والاصلاح بيه..