حسب مايرى علماء النفس – إنّ كلّ ما يتّصف به المرء من صفات حسنة أو قبيحة، عالية أو وضيعة تنتقل إلى الاِنسان عبرقنوات ثلاث وتنمو فيه من خلالها ، وهي : اولاً : العوامل الوراثية المكتسبة من الابوين وسلسلتهما النَسَبيّة .
ثانياً : مايمتصه الفرد – قسراً او طوعاً من بيئته ومحيط عيشه من قيم وعادات وتقاليد واعراف .
ثالثاً : واخر هذه العوامل التعليم بكل مستوياته .
وللعاملين اولاً وثانياً
أثراً مهمّاً وعميقاً في تنمية السجايا الرفيعة المودعة في باطن كل إنسان بصورة فطرية -خبيثة كانت او طيبة – واخراجها من وضع القوة الى الفعل ، على على أننّا يجب أن لاننسى دور إرادة الاِنسان نفسه وراء هذه العوامل .
بعد هذه المقدمة البسيطة : ناخذ تلميذ سيد ولد آدم المصطفى محمد واعني به علي ابن ابي طالب ، واسال عن جذور نشاته ( الوراثة والبيئة والتعليم ) ، فهو ورث النسب من ابي طالب سيد البطحاء وشريفها المميَّز ، وامه الطاهرة فاطمة بنت اسد التي استجابة استغاثتها السماء وشَقَّلت لها جدار بيت الله ، وهو تربّى منذ سن السابعة في كنف ورعاية سيد الخلق احمد ، وكان ملازماً له في حله وترحاله وحتى ، تعبدِّه في غارحراء قبل البعثة ونهل منه كل سجاياه حتى وصفته السماء في القران المجيد بانه نفس النبي .. ولهذا كان علي الذي وصفه احدهم بانه : { علي بن ابي طالب عظيم العظماء ، نسخة مفردة لم يرَّ لها الشرق ولا الغرب صورة مفردة او طِبقاً لأصل ، لاقديماً ولا حديثاً }
ختاماً اقول : انتم ايها المدّعون الانتساب لنهج علي واعني بهم زمر( الاسلام السياسي الشيعي )
هل مفردات سلوككم من بداية سقوط الصنم والى اليوم تمُّت من قريب او بعيد الى نهج علي وسيرته وصفاته ؟!
سرقات غير مسبوقة واستهانة بالدم وآلام الفقراء واليتامى والاستحواذ بشراهة على حقوقهم في ثروات بلادهم .. اي صفات وراثية تحملون وفي اي بيئة نتنة عشتم لتكونوا بهذه القساوة ؟! وأين انتم من زهد علي واحدكم يستلم اكثر من خمسين مليون دينار راتباً شهرياً والاف من العوائل بلا مورد وتعتاش على صدقات المحسنين ، والبلد في ضائقة مالية خانقة وعلى ابواب انهيار اقتصاده ؟!
مولاي علي تضرّع الى ربك لكي ينزل قصاصه العادل بهم ويذيقهم خزي الدنيا قبل عذاب السعير !