17 نوفمبر، 2024 5:49 م
Search
Close this search box.

حسبتُ… ولكن!!

مضت ثلاثة أيام على الحادثة الدموية التي طالت المفكر الكبير الدكتور حسن شحاتة ورهطا من صحابه، حين هجم من رعاع مصر السفيين والتكيفريين أصحاب اللحى الرثة والجلابيب القصيرة بالسلاح الأبيض والهراوات وبصيحات “الله أكبر” على بيت اجتمع فيه حسن شحاته وجماعته ليحطموا البيت بمن فيه ثم يشعلوا النار ويقتلو الشيخ واثنين من أخوته ويصيبوا آخرين بجروح وأضرار جسمية جسيمة ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بسحل الجثث ومثلوا بها، تللك الفعلة الشنيعة التي حرمها النبي حتى بالكلب العقور..لقد حدث هذا في قرية تعود للجيزة جنوب القاهرة وأمام الشرطة وقوات الأمن مما يعد سابقة خطيرة تحمل تصريحاً مبطناً على قبول ما جرى.
ولا شك أن هذه الحادثة لم تكن فردية طارئة بل هي تتويج للحملة التكفيرية التي سبقتها بأسابيع قليلة من قبل بعض رجال الدين الذين قبضوا ثمن ذلك من بترودولارات جاءتهم من بعض دول الخليج بتواطئ سافر ومشجع من الحكومة المصرية ورأسها الإخواني رئيس الجمهورية ومن بعض القيادات السلفية المنتعشة في جو الأسلمة الدينية- االسياسية في مصر.
مضى ثلاثة أيام على هذه الحادثة المروعة…..
 حسبتُ أن مصرَ ستنقلب رأساً على عقب دفاعاً عن القرآن الذي قال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. ودفاعا عن القيم السمحاء في مصر والمثل الليبرالية التي أرسى أسسها محمد عبدة ومحمد حسين هيكل وطه حسين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم وزكي نجيب محمود…وغيرهم الكثير.
حسبت أن المثقفين المصريين سينزلون الى الشوارع زرافات ووحدانا دفاعاً عن كرامة الإنسان في مصر وحقه في الاعتناق والاعتقاد بأي فكر يشاء ما لم يكن ارهابيا أو تكفيريا.
مضى ثلاثة أيام على هذه الحادثة المروعة……
حسبت أن صحافة مصر الحرة ستدين وتحرك وتعبئ المظاهرات منتفضة على هذه الجريمة النكراء فاضحة من يقف ويخطط وراء مشروع التكفير الذي بدأ يزدهر في مصر وبأدوات تلبس لبوس الدين وما هي منه بشئ.
حسبت أن الجماهير العربية والعلمانية بالذات منها وشرائح اللبراليين والمثقفين وأحزاب اليسار ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان، سيخرجون الى الساحات منتفضين دفاعا عن شرف وكرامة الإنسان المهدورة في أرض الكنانة..
حسبت أن الحكومات التي تطمح أن تسير في ركب الديمقراطية والمذبوحة شعوبها بالإرهاب أن ترفع الصوت أمام حكام مصر وتسألهم عن ضحايا هذه الجريمة البشعة وتذكرهم أن تباكيهم على الديمقراطية في هذا البلد أو ذاك مجرد دعاية سياسية لا تغني ولا تسمن من جوع.
حسبت أن المرجعيات الإسلامية سترفع الصوت عاليا أمام شيوخ الأزهر وتحذرهم وتذكرهم أن النفس الإنسانية هي أعلى قيمة نص عليها القرآن والسنة..
وأمام هذا الحال فإن المثقفين وحملة الأقلام مدعوون أن يقفوا موقفا جريئا فاضحا إزاء هذا الذي يدور والذي ما انفكت دائرته تتسع أقطارها.
أتمنى أن يكون الجميع بمستوى المسؤولية الأخلاقية والإنسانية أمام هذا الخطر المحدق بنا…..

أحدث المقالات