22 نوفمبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

حسام ومحمد براءة اغتالها الاميركان !

حسام ومحمد براءة اغتالها الاميركان !

لم يدر بخلد حسام جاسم اللهيبي ذو الثلاثة عشر ربيعا ولا ابن عمه محمد منعم الطفل الذي لم يتجاوز عمره العشرة اعوام وهما يتوجهان الى البستان التابع الى امانة بغداد الواقع خلف دار جدهما في حي تونس انهما سيدفعان حياتهما وبراءة طفولتهما في بقعة ارض استهدفتها الطائرات الاميركية بقنابلها العنقودية وكأن البستان ساحة حرب ومواجهة !!
قصة حسام ومحمد واحدة من الاف القصص لعراقيين ابرياء استهدفهم المحتل الاميركي ومعه كل قوى الشر.. قصص اطفال استشهدوا من دون ذنب واخرين يتموا وارامل فقدن معيلهن بغارة او هجوم وحشي عند تقدم حلف الشر لاحتلال العراق في 2003 ..من دون ان ننسى ما فعله الحصار الجائر حيث راح ملايين الاطفال والشيوخ ضحية الافكار الظلامية للادارة الاميركية التي ناصبت امتنا العربية العداء واستهدفت العراق لاسباب واهداف شريرة معروفة .
تبدأ مأساة عائلة هذين الطفلين عند حضورهم مراسم عزاء الجد الذي لم تمض على وفاته غير ايام ولان بيت الجد كله بكاء وعويل ونوح فقد شد حسام العزم على ان يقضي مع ابن عمه ومن يشاء من اخواته واخوانه واقاربه بعض الوقت يلهون ويلعبون بين اشجار البستان كما اعتادوا كلما حضروا لزيارة بيت جدهم ..
كان حسام يسرع في تناول الفطور ويطلب من محمد ابن عمه وابن خالته في نفس الوقت ان لايتأخر هو الاخر ليذهبوا للعب في البستان ودعا من يرغب الى اللحاق بهما .. سمعت ام حسام كلام ابنها ورجته ان يترك هذه الفكرة لان الطائرات الاميركية كانت قد استهدفت البستان في اليوم السابق وتخشى ان يعودوا لقصفه اما ام محمد فقالت بعامية بسيطة ( والله كلبي مقبوض ما اعرف السبب واخاف ان يحصل لكم مكروه .. ).. قام حسام وقبل والدته وخالته وقال الاميركان لم يتركوا مستشفى او مدرسة او حي سكني الا وقصفوه ، وربما يقصفون البيت الذي نحن فيه ونموت ..هنا اغرورقت عيني والدته بالدموع وخاطبته قائلة ( يمه اسم الله ادري انتم محبوسين وضجرتم لكننا نخاف عليكم .. )وهنا اجاب محمد لن نتوغل كثيرا في البستان وسنلعب في البقعة المقابلة للباب الخلفي المطل على البستان واذا ما صادف ان قصفت الطائرات الاميركية البستان يمكن ان نعود بسرعة .. قال ذلك وسحب يد حسام وخرجا الى البستان وايديهما متشابكتان ببعض وكل واحد منهما يبتسم للاخر فقد نجحا في اقناع والدتيهما وماهي الا لحظات ويلعبان كرة القدم بعد مجيْ بقية اخوانهم ..لكن عيناهما بقيتا تنظران الى الخلف وكأنهما يعلمان انها نظرات الوداع الابدية ! فلم يعلما ان وحشية الاميركان بررت لهما رمي قنابل عنقودية من طائراتها في البستان وما ادراهما ان الكرات الحديدية تحمل الموت لطفولتهما البريئة .. حمل حسام احدى الكرات من دون ان يعلم ماهي ويسال ابن عمه ماهي هذه الكرة وقبل ان يكمل جملته انفجرت لتحيلهما الى اشلاء متناثرة وتصطبغ الاشجار بدمهما الطاهر ..سمع من في البيت والجيران صوت الانفجار وهنا صرخت ام حسام ومعها شقيقتها ام محمد ( راحوا ولدنا .. ) هرع الجميع ليجدوا بقية ملابس حسام ومحمد وما بقي من اشلاء يصعب جمعها !!
وهكذا انطفا نور الطفلين حسام ومحمد ليدفنا في مقبرة جامع براثا ثم ليضع اهلهما بعد ذلك شاهد قبر رمزي يحمل اسميهما في مقبرة محمد سكران بعد ان اتت اعمال توسعة جامع براثا على قبريهما ..ولم يبق من حسام ومحمد غير صور وذكرى توجع قلب اهليهما.
اخيرا فان قصة حسام ومحمد نموذج حي وصارخ على وحشية الادارة الاميركية وهنالك كما قلنا الاف القصص التي تدين ممارساتها غير ان ضمير العالم في سبات والا فان هذه القصة لو حدثت في اميركا او اية دولة اوربية لانقلب العالم ولم يقعد لكن كما يبدو فان دم العرب ومنهم العراقيون رخيص جداً .. فلا تلوموننا اذا قلنا ان ضمير العالم ميت !!

أحدث المقالات