قبل ايام شاهدت فيديو مسجل لدكتور وليد أحمد فتيحي، الرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي.
يقول فيه: ان جائحة كورونا اعطت لنا الأسباب لحلق اللحية.
ثم تابع كلامه في عرض نموذجين للتعامل مع (الكمامات) بوجود اللحية او دونها.
واستطرد في القول: ان بقاء اللحية يعيق وظيفة الكمامة، لذا اخذت بالأسباب في حلق لحيتي بعد اكثر من 30 عاما. اما الاسباب فكانت لحفظ النفس وحفظ الاخرين من هذا الوباء. والضرورة تبيح المحظور، داعياً الملتحين بأن يتأسوا بما فعله.
انتهى كلام الدكتور, لا أدري أبداً لماذا أخذتني ذاكرتي إلى فقهاء الجامعات بعد 2003. فأنا لا أحتاج إلى مناسبة أو حدث كي أتذكّرهم لانهم لازالوا بيننا في الشأن العراقي يتحكمون.
فقهاء الجامعات، ثلة من الذين اعلنوا سطوتهم في تلك الفترة على الطلبة من زملائهم ومن غيرهم في فرض ارادة مايسعون اليه بهدف احياء مبادئ الدين والشعائر.
مثلا في الاقسام الداخلية وضعوا يدهم على قاعة التلفزيون التي كانت المتنفس الوحيد للطالب عند اخذ قسط من الراحة بعد ساعات الدراسة فتم تحويلها الى جامع للصلاة وطرح الدروس الفقهية .
اما الطالبان هيو وكيمو من القومية الكردية تم منعهم من سماع الاغاني حتى وان وضعوا سماعات الهيدفون في اذانهم.
ومن الذاكرة ايضا, حلقت لحيتي ذات مره فهاجمني البعض من الاخوة المؤمنين ونعتوني بالفسق والزندقة واردفوني بروايات شتى لا ادرك قوتها من ضعفها في السند وكأنها قيلت بحقي لأستقيم عن اعوجاجي رغم اني بينت العله في حلق اللحية (حساسية الدم) هي من جعلتني فاسق في فقهكم.
لم تنتهي القصة بعد، احد الاصدقاء اجبرني بضرورة صلاة الفجر فيها اجر كبير واتفق مع نفسه ان يوقظني عند الفجر.
هو :علاووي اكعد صلي…
انا: اعتذر فأنا على جنابة… كان عذرا للخلاص من الحاحه،
وماهي الا دقائق ونادى علي، احضرت لك الحمام قم لغسل الجنابة!!
هكذا كان مخلصا صديقي (الشيخ المفدى) كان مصر على هدايتي الى الله وتصحيح مسار الاسلام بي , وماهي الايام انقضت وافترقنا وبدأ مشوار البحث عن وظيفة والتقيتهم حالقي اللحى ومنتفخي الاوداج بعد ان تبوأوا مناصب مرموقةبفضل ولاءهم وانتمائتهم للاحزاب وتناسوا نصحي وهدايتي الى تعيين بعد ان كانت الدرجات الوظيفية تمرر عبر مكاتب احزابهم.
ربما ينعتني البعض منكم ما هذا الضجيج يارجل مالنا وصديقك والجنابة ولحيتك؟ لا ياسادة فحساسية الدين من حلق اللحية امر جلل!! ولابد ان اكتب للأجيال القادمة بهذا الشأن لعلها تكن رواية قوية السند.