ينحسر ديسمبر كل عام على وقع الإحتفالات الصاخبة بنهاية عام وبدء عام جديد، حيث تتعالى ضحكات الناس وقهقهاتهم، وتشرق الظلمة باضواء الألعاب النارية في مختلف بلدان الدنيا الممتدة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وتنطلق تلك الإحتفالات من منتصف ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر موعد ميلاد السيد المسيح الى منتصف ليل الحادي والثلاثين منه موعد بدء العام الجديد الذي يتمنى الناس أن يكون افضل من العام الذي سبقه، وأن تنتهي الحروب والنزاعات والأوبئة والأمراض والحصارات والكوارث، والحقيقة إنها لاتنتهي بل تتشكل من جديد مع العام الجديد لأن البشر المحتفلين هم انفسهم المرضى والمتخلفين والمحاصرين والمحاربين الاشرار، وهم طيبون في ذات الوقت، وهو المعنى الحقيقي لنفاق المجموعات البشرية حول العالم.
في ديسمبر البارد يموت ناس كثر لأسباب عديدة، وطوال ذلك الشهر يتلقى البعض المواساة، ويتقدم آخرون بكلمات العزاء والتسلية التي ينتظرها الناس بموت مقربين وأعزاء. ولكن أسباب الموت في ديسمبر ترتبط بعادات غذائية سيئة، وقلة شرب المياه، وإنعدام التعرق، وطرح السموم والدهون وتراكمها في الدم، فينخفض الدم المتدفق في الجسم، ويكون ممكنا الإصابة بجلطات في الدماغ تسبب الموت، وخاصة عند كبار السن.
وزارة المالية تصرف المال على الموظفين إستباقا لإقفال حساباتها الختامية، وفي حسابات السماء ينتهي العام على حسابات تعتمد تدفق ملائكة الموت لقبض أرواح البشر المتعبين.