22 ديسمبر، 2024 10:52 ص

حسابات الحقل وحسابات البيدر

حسابات الحقل وحسابات البيدر

قصص وحكايات كثيرة في عالم ميثولوجيا الأطفال، يستغرق الكبار ضحكاً حتى يقعوا على قفاهم، ولكنهم في الطفولة كانوا يصدقونها، والأمهات والجدات ونطلق علهم في العراق (بيبي) كن يفعلن ذلك، لألهاء الأطفال وصرف رغبتهم في الطعام بأصناف الحيل البريئة، الخالية من الخباثة لكسب الوقت:
ــ فمثلاً أنهم تأخروا في إعداد الطعام، أو أن الأطفال عادوا للبيت مبكرين.
ــ أو أن الأطفال لعبوا في الشوارع كثيراً حتى عضهم الجوع.
ــ أو أن الفقر وضعف الحال يرغمهم على الكذب على الأطفال وهذه محزنة.

وقد يحدث أن الفقر يقود إلى حيلة، أن تضع الأم أو البيبي قدر على النار في ماء ساخن يغلي تضع به بضعة حصوات، ويرسل البخار فيدفئ الغرفة من جهة، ويخدعون الأطفال أن الطعام على النار .. وهذه محزنة أيضاً

والأمهات لا يفعلن ذلك بسوء نية أو خبث، ولكنهن مرغمات … حتى أن يشاع بين الناس مثلاً بغداديا شهيرا فيقال على أمر وهمي لا ينتج عنه ما يفيد بأنه ” طبخة حصو “.

رباط السالفة، جيراننا الغير محترمين، يحاولون إيهام وخداع الناس “بطبخة حصو” ولكنهم نجحوا في خداع بعضنا للأسف، هناك دائماً أطفال، أو حديثي تجربة، أو غشمة .. فيصدقون التهويل الاعتيادي عند جيراننا كديكور في الحياة، وجيراننا مضوا بعيداً وطوشوا رؤوسنا ب : فيلق القدس، طريق القدس، قيادة أركان القدس …. جيب قدس وأخذ عتابة … ولكن في الشفهي فقط…. لماذا …

كما قلنا أن عند الجيران السياسة مسرح وتمثيليات ولعب وتمثيل وديكور من الضروري أن يكون فخماً، أحياناً ينقلب إلى لعب حقيقي، ولكن عندما يكون في ذلك مصلحة فيها شفط … أو فيها أذى لطرف من الأطراف. ولكن الأمر يحتمل أيضاً أن يكون مجرد تمثيل وديكور … كما حدث معنا حين شربنا شوربة طريق القدس ..

يشهد الله أن لم أخدع يوماً، بل ولا ساعة ولا دقيقة، على طريقة المرحوم عبد الحليم حافظ : في يوم في شهر في سنة “. لأن طريق القدس مضى على الشروع به 43 عاماً بحوله وطوله … وهذا لو كان حقيقة وليس طبخة حصو لكان بلغ القطب الجنوبي والشمال ….! وخلال هذه العقود العجاف لم نرى حادلة، ولم نرى ماكنة، ولم نسمع بضربة حصوة واحدة على مغتصبي القدس … ونحن لا ننكر أن الأمر ليس نزهة، ولا شمة هوا … العداء لفضي فقط … لا..لا .. بالطبع هناك مآرب خبيثة فالجيران لهم شطارة بهذا المجال، إذ يدخلون القدس ضمن برنامجهم التفاوضي مع العم سام … وكذلك النووي .. ومشاريع أخرى، ليظهورا قدراتهم وما بوسعهم أن يفعلوا ..

ترى هل أنا أبالغ … ولو قليلاً …

لا والله … فأنا منصف حتى مع خصومي … فالجيران يقولون نحن نساعد الجماعة في فلسطين .. نعم .. يساعدون، نحن نصنع لهم الصواريخ، ونقول لهم لهم لا .. هذه لا .. مساعداتكم مدروسة محسوبة، مثل برنامج المساعدات الأمريكية للبلدان النامية، هي حقيقية، ولكنها لم تشبع أحداً من يوم تأسيها حتى اليوم. وهم يمنحونها بطريقة تخلو من المنطق، ولكن أي منطق ..؟ منطقك أنت ومنطق العقلاء، ولكن أنتبه نحن لا نشتغل بدار الحكمة …! وهذه السوالف ما بيها لا منطق ولا حكمة … بيها مصالح وعلاقات عامة بعبارة أخرى … نعطيك شوربة تدمن عليها، ولكنها سوف لن تشيعك يوماً، بدليل أن حاجتك لها تتصاعد ولا تتراجع ..! كيف أضرب لنا مثلاً يا أبو فراس … حسناً … إليكم لغة الأرقام :

ــ إسرائيل : تحضى (بالطبع) بالقدر الأكبر من المساعدات (الاحصائيات هي لعام 2017) :
مجموع حجم المساعدات الأمريكية العام هو (3,711,07 دولار). حجم العسكري منها (3,175,00). لاحظ رجاء أن من بين حوالي 4 مليارات دولار، فقط نحو 500 مليون فقط، هو حجم المساعدات غير العسكرية، هذا مع حبيب القلب إسرائيل وماذا مع الغير.

ــ مصر : الدولة الأكبر والأهم عربيا وأفريقياً والتي تخوض معركة تنمية صعبة لصعوبة الظروف المحيطة وبحجم سكان يزيد عن 100 مليون نسمة، أي أكثر من حجم سكان إسرائيل بأكثر من عشرة مرات، ولكن لاحظ كيف تفهم الولايات المتحدة هذه المساعدات.

مجموع حجم المساعدات الأمريكية العام هو (1,475,61 دولار). حجم العسكري منها (1,302،28 دولار). لاحظ رجاء أن من بين هذا المبلغ، نحو 175 مليون فقط، هو حجم المساعدات غير العسكرية. وحلل براحتك هذه المعطيات المذهلة. مع أن شعار منظمة المساعدات الأمريكية هو مصافحة، ولكن في الواقع مقاتلة ..! وكذلك يفعلون …!

بعد .. رباط السالفة، عن الناس اللي يثرثرون أكثر مما يفعلون … يعطوك السم بالأطنان، ويعطوك العلاج بالغرامات .. قلنا أنه لم يضربوا في طريق القدس حصوة … يقولون نحن صنعنا لهم الصواريخ، وهذا بهتان مفضوح، فهناك من مناضلي الشعب الفلسطيني عباقرة بوسعهم أن يصنعوا صواريخ تصل للقمر .. ومنهم شهداء … الشهيد المهندس يحي عياش، والشهيد المهندس دكتور جمال الزبدة .. في محاولة رخيصة لسرقة المكاسب الفلسطينية … وأخيرا نقول البطل هو من يصنع السلاح والبطل أكثر من يستخدمه ..!

عندما يتعلق الأمر بالأفعال الحميدة … أستلم كذب بالأطنان، والأعذار جاهزة وهي حفنة أكاذيب، ولكن حين يتعلق بالحبث واللؤم .. تفضل إلى هذه الحقائق المثيرة … هم يكرهون السعودية ليس كرها بالعائلة السعودية، بل كرها بمكة والمدينة وما تحتويهما، والجماعة لا يخفون ذلك ولا ينكروه، بل يقولونه ويفعلون ما يقولون جهاراً نهاراً، وإن كان من دواعي خبثهم، أن يدعون غيرهم يقذف الشر وإليك جانب من خبثهم وتجارة الكلام والدين، إليك هذه الإحصائية :
ــ هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية حتى 9 / آذار ــ مارس / 2021
335 صارخ بالستي
550 طائرة مسيرة
62 زورق مفخخ
المجموع 947 هجمة ……. !
كم طلقة على القدس : صفر
هذا ليس طريق القدس … هذا طريق حرب مكة والمدينة … أما حرب القدس فلها معسول الكلام الكاذب المفضوح … وحفنة دولارات بائسة …! وهناك دائماً فرق بين حسابات الحقل بالتقديرات النظرية …. وحسابات البيدر … بحسابات الوزن والمكيال …!