مع شديد الأسف أحس بالأسى والحزن العميق في هذا اليوم المجيد، اليوم العالمي للمرأة، ومبعث هذا الحزن هو ما أراه من تراجع واضح وقضم مستمر لحقوق وحريات المرأة في بلدي وتحت أعذار شتى تتخذ أحياناً غطاء المقدس الذي يُغلف بمقولات لاهوتية يتم تفسيرها وفق منطق قروسطي قديم لا يصلح ولا يتصالح مع حضارة القرن الحادي والعشرين، وفي أحيان أخرى يتم تبريره وتغطيته بيافطة الأعراف والتقاليد التي تنتمي لحضارة بدوية منقرضة يحن لها الشرقي ليتنعم بالجواري كما فعل أجداده من قبل لتترسخ بالتالي النظرة الدونية التي ينظر بها (سي السيد) للمرأة حتى عندما يتلفظ بأسمها، وما يزيد من حزني إن اغلب نساء بلدي راضيات قانعات بما يخُطط لهن من قبِل مَن ينظر إليهن كناقصات عقل ودين، وعندها اسأل كما سأل نزار قباني: (لماذا في بلدي تقفُ النساء ضد حرية النساء؟)، وبهذه المناسبة فقد وجهَ لي احدهم سؤالاً لم اعرفُ الإجابةَ عنه مطلقاً، قال: لماذا لا يُعتبر الرجل ناقص دين عندما يمتثل لأمر الله سبحانه بعدم الصوم في رمضان إذا كان مريضاً أو مسافراً، بينما تُعتبر المرأة ناقصة دين إذا امتثلت لأمرهِ عزَّ وجل ولمْ تصمْ رمضان بسببٍ خلقهُ الله فيها؟ حقيقة لا اعرف الجواب وربما غيري يعرف!!!
وما يُزيد الأسى حقيقة إن اغلب دول العالم تتسابق في منح حقوق أكثر للمرأة بأعتبارها عنصر مهم في بناء المجتمع الذي بالتأكيد سيكون أعرج ويعاني من ضعف في التنمية في حالة عدم منح تلك الحقوق، ونتيجة لدعم المجتمع فقد أبدعت المرأة وهي تتقلد أعلى المسؤوليات في كثير من البلدان مثل مناصب، رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، وزير، عضو مجلس تشريعي، رئيسة شركة ، …. ألخ، ولكن العكس في بلدي، فلولا المادة الدستورية التي تفرض وجود ربع عدد مقاعد البرلمان من النساء (الكوتا) لما وجدنا امرأة تجلس بين مقاعد مَن يظنون أنهم لن يفلحوا إذا ولوها من أمرهم شيئاً، (الخبر الجيد إن الشعب الألماني لا يعرف هذه الحقيقة وإلا فإنهم ما كانوا قد انتخبوا أنجيلا ميركل وفاتتهم كل هذه البحبوحة الاقتصادية الذين ينعمون بها منذ أن انتخبوها لأول مرة في عام 2005 وجددوا انتخابها مرتين متتاليتين!!!)
لا أُريد أن أبدو متشائماً جداً ففي الأفق يوجد آت يبشر بالخير … نخبة من النساء لا يرضين بواقع يحرمهن من ابسط حقوقهن، وأنا واثق إنهن سيحصلن على الكثير.
أيتها السيدات: ألف تحية لكنَ في عيدكنَ.
[email protected]