22 ديسمبر، 2024 8:10 م

حزيرانات العراق:النكبات المتتابعه بين الاسباب والمسببات/  الحلقه 1

حزيرانات العراق:النكبات المتتابعه بين الاسباب والمسببات/  الحلقه 1

تحديدا في مثل هذه اليلة الخائبه ،عصر ذلك اليوم الذي يصران لايفارق الذاكرة ابدا بكل مايتخلله من حزن واسف كببرين،قبل عامين بالضبط ،تم احكام قبضة مايسمى في ادبيات التنظيم(   الدولة الاسلاميه في العراق والشام) على ماتبقى من الاراضي التي كانت تحت سلطة الحكومة العراقية شكليا باستسلام كامل لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا منذ اكتشاف المسدس  فقرب الينا هذا الانهيار الفوري فكرة استسلام المدن والممالك الكبيرة للغزاة التي كنا نقرا عنها في كتب التاريخ ولم نستطع تصديقها ابدا لاعتبارات حسابيه ومنطقيه ليتبعها بعد ايام قليلة اعتلاء (البوكوي) السابق ابراهيم البدري   منبر اكثر مساجد الموصل عراقة(الجامع النوري ) -متبعا خطوات   السلجوقي نور الدين زنكي الذي   دخل الموصل قبل 846 عاما بالضبط والتمام واحتلها دون مقاومة – ليعلن عن نفسه خليفة للمسلمين ويهبط السلالم باسم اخر اكثر بريقا بالنسبة لمريديه ولفتيان الاكشن(الخليفه ابو بكر البغدادي)  وتحول هذا الرجل الذي يعرج في مشيته قليلا بفعل اصابة سالفه في احد المعارك الى مادة دسمه للاعلام العالمي كله وانشغل بعض صبيان الاعلام بماركة ساعته في محاولة اعلاميه خائبه لتسقيطه مبكرا  وصار له اسما مهما وصالحا للتكرار ولفتح باب الشهرة للكثير من القنوات التي تعاني خمولا وشحة في عدد المتابعين،ان نمو صنف التحليل السياسي وازدهاره في العامين اللذين اعقبا ظهور التنظيم المتطرف وغباب الرؤيه الموضوعيه وانعدام المعلومه الدقيقه  فرضا عليّ هجران قراءة الشعر قليلا لاكتب لحظاتي التي  عشتها هناك في اكثر المناطق سخونة في الكرة الارضيه للفتره الممتده من اول ظهور لتنظيم القاعده في العراق عام 2004 لغاية هذه اللحظه التي تصادف ذكرى مرور عامين على اعلان دولة(الخلافة) اومايسميه الاعلام المحلي (داعش) 
وهو طبعا اختصار للمصطلح الاول ومن اشد المخاطر التي تهدد الوعي الجمعي ان الكثير من العسكريين والسياسسين لازال يجهل اصل كلمة داعش ويعتبرها اهانة للتنظيم المتطرف ويغضب من بعض وسائل الاعلام التي تستبدل كلمة داعش بتنظيم الدوله، وان الامر يشبه النطق بمفردة (اوبك) اختصارا لمنظمة الدول المصدره للنفط ،وان لافرق بين اللذي يقول داعش وبين الذي يقول تنظيم الدوله الاسلاميه الالاستثمار الوقت او البياض على الورق،ويعزوه البعض القليل   لاختلاف النوايا واعتقد اننا لانملك احقية بقر صدور الناس لقراءة النوايا،هنا ساتسخدم مصطلحات علميه وموضوعيه بغض النظر عما يترتب على ذلك من غليان عواطف عديمي الرؤيه وجنود الكيبوردات اللذي انفق  عليهم امراء السياسة والحروب ميزانيات شعب كامل للفتك بالذائقة العامه وبالدفع بالبلد الى الهاويه،سنتحدث بفروسية الكتاب الشجعان اللذين لاتهزهم حماقات الصبيان،نعم فروسية الكاتب ،فكل موقف في الحياة يخضع اما لاخلاق الفرسان او حماقات الغلمان،والكاتب الذي يتحلى باخلاق الفرسان هو الذي يكتب مايرى ولبس مايرغب الاخر،وهذا واجب الاعلامي ايضا ان اراد ان يكون ملتزما باخلاقيات العمل الاعلامي ،ساحاول جاهدا وعبر سلسلة حلقات ان اسلط الضوء وعبر تسلسل زمني على المرحله الممتده منذ عام 2004 وظهور اولى علامات تنظيم القاعده في بلاد الرافدين في شوارع وطرقات بعض المدن والقصبات العراقيه    ،

مشيرا الى اهم الاشياء التي اراهن عليها وأؤكدها وهي ان ماحدث في حزيران 2014 هو انسحاب اخر ماتبقى من رموز الحكومه التي كانت تئن منذ سنوات كثيره ،وان المدن التي ندعي سقوطها في هذا التاريخ هي ساقطه وان جزئيا او بتفاوت بين احيائها منذ عام2006 والا فمااذا تعدون المدينه التي يقتل شرطتها في بيوتهم واثناء اجازاتهم وفي غرفهم الخاصه بمسدسات عاديه وكاتمه وماذا تعدون المدينة التي يختطف فيها الموظف الذي يختطف من كرسي وظيفته ليبيع اهله كل ماجمعه خلال حياتهم كفدية لاطلاق صراحه،وماذا تعدون المدينة التي يحكم القاضي مواطنها البسيط باشد الاحكام بسبب رعي اغنامه في حقل جاره فيما لايجرأ القاضي نفسه على اصدار امر القبض على قاتل العشرات الذي يبعد عن المحكمة عشرات الامتار،ماذا تعدّون المدينة التي يتقاسم فيها قائد الفرقة مع القاتل مقاولات بناء المدارس وتعبيد الطرقومايترتب عن ذلك من غض النظر عن جرائم قتل تحدث على بعد عدة امتارعن (ابواب نظام)

الفرق والالويه،والكثير من هذا وذاك من الاسباب الكثيره التي غذّت تنظيم القاعدة ومن ثم نشوء تنظيم مايسمى بالدوله الاسلاميه وسقوط ثلث البلد في قبضته فيما يمد اذرعه يوميا في المدن الباقية عبر تفجيرات واغتيالات تودي بالعشرات والمئات من الضحايا الابرياء ،كنت اتحدث بشكل شبه يومي الى اصدقائي وزملائي في الاوساط الثقافية والصحف المحليه وفي المحافل الثقافيه التي حضرتها ايضا في خارج العراق ،عن عمق الكارثه التي تحل بالبلد وعن امور اخرى لايتحدث عنهاالاعلام ،وكنت أؤكد لهم ان لاشيء يوحي بسلام قريب وان الاعلام الحكومي يبتعد كثيرا عن الحقائق وقد فشل كثيرا في توظيف الأعلام بشكل صحيح في المعركه.
وان الدوله غائبه وان هناك رجال ظل يحكمون ويديرون الوزارات والمؤسسات المهمه وان هناك دولا ماليه تنشأ يوميا من اموال الميزانيه بحجة المقاولات والمصروفات المخصصه للمهرجانات الوهميه،وان العراق يسعى بتسارع نحو هاوية اكيده،اتفق معي الكثيرمن الأسماء التي  نحترمها جميعا عندما تحدثت عن قلقي بشان مستقبل العراق واصيب الكثير بالذهول مماسمعوا واعترفوا بانهم ضحية اعلام يغيّب الكثير من الحقائق،اتصل بي اكثرهم بعد حزيران 2014 ليطمئنو ا عني وليكرروا احترامهم لتوقعاتي التي ابلغتهم عنها سالفا،مااريد قوله بالضبط،انا ماحدث في حزيران 2014 كان نتيجة حتميّه لكل الاخطاء التي تراكمت في بنك العمليه السياسيه العراقيه ،وان اسبابا كثيره جدا ومعقده جدا هيئت ارضا خصبه لنمو اكثر التنظيمات المتطرفه في العالم وان لاحل قريب رغم الانتصارت التي يحققها الجيش وتضحياته الكبيره،الحل يكمن في التغيير الشامل لمنهج العمليه السياسية كله وليس تغيير اسماء ومناصب،الحل يكمن في شفاء المركز حتى تتعافى الاطراف،الحل يكمن في الاعتراف بالخطأ وامكانية التنازل لاجل الوصول الى قاسم مشترك مع كل الاطياف وليس من وجهة نظر استعلائيه بل من وجهة نظر الاعتراف بان ليس بمقدور احدا ان يلغي احدا على الاطلاق ،والدليل الأكيد ان مجرد ذكر اسم (حزب الدعوة ) في زمن البعث كان يكبد الانسان حياته احيانا،حتى عاد وجود فرد من حزب الدعوة وسط 30 مليوون عراقي شيئا  نادرافريدا،وفي لحظة انقلاب واحده اختفى البعث تدريجيا وطلعت علينا حشود الدعوة لتحكمنا بعد ان ظننا ان لم يبقى   على الارض منهم  احدا  ………………. يتبع