23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

حزم النعاج: عواصف في اليمن ودبلوماسية في غزة!

حزم النعاج: عواصف في اليمن ودبلوماسية في غزة!

صرح رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم في أجتماع وزراء الخارجية العرب عندما أعلنت أسرائيل الحرب على غزة عام 2012 : “الذئاب تأكل النعاج، وللأسف هم ليسوا بذئاب، ولكن أغلبنا نعاج” على حد تعبير حمد بن جاسم, هكذا لخص الصراع العربي الإسرائيلي.

محلل سياسي يهودي وصف مؤتمر وزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة في نفس العام بأنه لأكل “البقلاوة”, وقال إنهم كانوا هناك يستمتعون بأكل “البقلاوة اللذيذة، بينما أرسلوا فقط برقيات التعازي إلى غزة” وعلى مايبدو أعجبه كثيراً وصف النعاج الذي أطلقه حمد بن جاسم على نفسه وعلى من يسير على خطاه!

ذلك كان رأي قادة العرب وموقفهم من غزة آنذاك, في عام 2014 جددت إسرائيل عدوانها على غزة ولم يحرك العرب ساكناً ايضاً.

آنذاك طلبت الدول الحازمة! أن تحل أزمة غزة بشكل دبلوماسي وبذلت جهوداً حثيثة من أجل وقف أطلاق النار, ورغم مشاهد الموت المروعة والدمار الذي لحق بغزة ودفن أهلها أحياءاً تحت الأنقاض, لم تهب عواصف أو حتى عطسة من دول الحازمة, فلماذا لم تلجأ تلك الدول التي أجتمعت اليوم لضرب اليمن لحلحلة الأزمة بطرق دبلوماسية كما فعلت مع أسرائيل؟

في كل جمعة يشاهد قادة الدول العربية المستوطنين اليهود وهم يطردون المصلين الفلسطينيين من المسجد الأقصى ويمنعوهم من الصلاة, بينما يؤدون طقوسهم بحرية تامة ولم يظهر حزم عربي بعد!

مؤتمرات تناول الحلوى والشجب والأستنكار, كل ما يصدر عن العرب بعد كل مرة تعلن فيها أسرائيل الحرب على الشعب الفلسطيني, بينما تمكن العرب من حزم أمرهم في غضون أسبوع لا أكثر فحشدوا جيوشهم وأتجهوا صوب اليمن, فهم نعاج أمام أسرائيل, ّوذئاب مام اليمن!

ما الذي جعل القضية اليمنية تأخذ هذ الصدى؟ ولماذا أثيرت في هذا الوقت بالذات وما الغاية من ذلك؟

أن الضجة التي أثيرت حول أزمة اليمن وإثارتها هذه في هذا التوقيت بالذات, هو للفت الأنظار عن أنتصارات الجيش العراقي التي أصبحت الشغل الشاغل للرأي العام العالمي أولاً, ولتخفيف الضغط عن الدواعش من جانب آخر, ففتح جبهات متعددة سياسة جديدة لتخفيف العبء عن قيادات الدواعش في المناطق التي تشهد حروب وصراعات في العالم العربي.