23 نوفمبر، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

حزمة إصلاحات العبادي … هل ستؤدي إلى أزمة سياسية خانقة ؟‎

حزمة إصلاحات العبادي … هل ستؤدي إلى أزمة سياسية خانقة ؟‎

تعددت الجهات المعترضة على حزمة الإصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, والتي تقدمتها حل نواب الرئاستين ” الجمهورية والوزراء ” وهذا الأمر يعني تجريد تسعة شخصيات من مناصبها ومن حصانتها الدبلوماسية التي كانت تتمتع بها الأمر الذي يجعلها تحت طائلة القانون لمحاسبتها على كل الأموال المُختلسة وعلى الصفقات التجارية المشبوهة.

وهذا الأمر أصبح بحد ذاتها بوابة لخلق أزمة سياسية تعصف بالعراق من جديد, كون تلك الشخصيات تنتمي لكتل وأحزاب متنفذة في السلطة وكذلك تحظى بدعم من بعض الدول المجاورة والإقليمية التي ارتبطت مصلحتها مع تلك الشخصيات, هذا من جهة ومن جهة أخرى استطاعت تلك الشخصيات من تكوين عصابات ومافيات ومليشيات إجرامية تعمل تحت إمرة تلك الشخصيات وتنفذ لها ماتريد, وهي على استعداد بالقيام بأي شيء يرضي قادتها ويضمن بقاءها في مناصبها أو على الأقل يجعلها بعيدة عن المحاسبة والملاحقة القانونية.

وقد بدأت بوادر تلك الأزمة السياسية بالفعل من خلال التصريحات التي أطلقها الأشخاص الذين جردوا من مناصبهم, فهذا من يتهم رئاسة الحكومة العراقية بالتفرد بالقرارات والإجراءات التي اتخذت بحقه ويهدد بمعارضة شديدة لتلك القرارات, وذاك من يهدد الشعب و الحكومة ويعدهم بالندم على الأيام التي سبقت عزله من منصبه!! وأقصد هنا نوري المالكي, الذي سبق وأن هدد بحرق بغداد في حال تنصيب رئيس وزراء غيره, وبالفعل حرق بغداد بالمفخخات والعبوات الناسفة والعمليات الإرهابية, بعد أن تمت تسمية حيدر لعبادي رئيساً للوزراء بدلاً عنه, كما تسبب في الكثير من المجازر بحق العراقيين والقوات الأمنية كمجزرة السجر والصقلاوية من أجل إلقاء اللوم على الحكومة الجديدة.

وبما إن هذه الإصلاحات التي طرحها العبادي وفي مقدمتها حل المناصب المذكورة سالفاً, فإن هذا الأمر سيؤدي بالبلاد إلى أزمة سياسية خانقة, وقد يؤدي الأمر إلى حدوث أزمات أمنية يذهب ضحيتها الآلاف من العراقيين, جراء عمليات إرهابية يقوم بها كل من تضررت وضُربت مصالحه وتمت تنحيته من منصبه, ولعل من سيتم استهدافهم في تلك الأعمال هم المتظاهرين, كونهم الآن يشكلون تجمعات كبيرة وحاشدة ومن السهل جدا اختراقها, وسيلقى اللوم بالتأكيد على داعش.

فالحل الوحيد للخروج من هذه المهاترات ومن هذه الأزمة التي بدأت تلوح بوادرها في الأفق والتي من المحتمل جدا أن تجلب الويلات للعراقيين, هو حل الحكومة والبرلمان وتشكل حكومة إنقاذ وطني, ولن يتم ذلك إلا بالمطالبة الجماهيرية, فمن أجل الخلاص ومن اجل واد أي فتنة مقبلة على العراق يجب على العراقيين أن يطالبوا بالتغيير الجذري الحقيقي كما قال المرجع العراق الصرخي في بيان ” الكهرباء أو الأطفال والنساء والدماء ” …

{{ 8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح …}}.

أحدث المقالات

أحدث المقالات