23 ديسمبر، 2024 2:58 م

حزب للعهد الجديد نتطلع إلى انبثاقه 5/5

حزب للعهد الجديد نتطلع إلى انبثاقه 5/5

بعد عرض الملامح الأساسية الأربعة وعشرين للحزب، الذي نتطلع أن تؤسسه نخبة واعية من شباب الثورة، ولا دور لي فيه، إلا طرح الفكرة، واستعدادي للمساهمة في تنضيجها، نختم الموضوع بهذه الحلقة الخامسة والأخيرة.
|ولا بد من إضافة نقطة خامسة وعشرين، ألا هي:|
25. |رفض عودة أحزاب الطبقة السياسية بعد 2003:|
|بعد حل جميع الأحزاب القائمة لمرحلة قادمة، ثم كما مر، تشريع قانون أحزاب جديد، وفتح الباب أمام تقديم الطلبات لتأسيس أحزاب جديدة، على الحزب الذي يدعى هنا لتأسيسه، أن يشارك بل يكون في الصدارة في بذل أقصى الممكن، بالسبل الديمقراطية والدستورية، للحيلولة دون عودة أحزاب الفساد المالي، وأحزاب الإسلام السياسي، والأحزاب المنغلقة على الطائفة الشيعية أو الطائفة السنية، ولو من خلال عودتها بثوب جديد، واسم جديد، وكذلك يجب أن يدعو إلى منع من سيثبت عليهم ارتكاب الفساد المالي، أو العنف، أو التعاون مع الإرهاب، أو تسييس الدين أو المذهب، أو مزاولة الطائفية السياسية، على أي نحو كان، أو المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية، من التقدم بتأسيس حزب ولو باسم جديد.|
ينبغي ألا يُتصوَّر أن هذا يمثل البرنامج السياسي الكامل والشامل للحزب المنشود، بل اقتصرت على ذكر ما أعتبره مفتقدا في أكثر الأحزاب، أو غير متبنىً بدرجة كافية وبهذا الوضوح والحسم فيها، أو ما يمكن أن يكون موضع اختلاف، لذا يجب توضيحه منذ البداية، والتوافق عليه بين الأشخاص المشكلين للنواة المؤسسة، إذا ما أسِّس مثل هذا الحزب في يوم من الأيام، ولعل هناك محاولات بهذا الاتجاه قد تثمر قريبا، وقد يشهد عام |…| |2020| ولادة النواة الممهدة لهذا الحزب، |…| |بل| ولادة الحزب، |…|. وربما هناك حاليا حزب أو أكثر يلبي أكثر الشروط التي ذكرناها، أتجنب ذكر أمثلة لذلك، فمن المفيد التنسيق معه، أو معها، وفي المستقبل، أدعو إلى توحيد الأحزاب ذات الرؤى المتقاربة، من أجل عدم تشتيت الجهود|.
أتصور بعد سرد كل ما ذكر يتبين بشكل جلي أن هناك فراغا حقيقيا في الساحة السياسية العراقية، |…| لحزب بهذه الرؤى والمبادئ والتطلعات. نعم هناك من يلتقي مع بعضٍ ممّا ذكر، وبهذا يكون كل حزب ديمقراطي قريبا من الحزب العلماني الديمقراطي الليبرالي المنشود بحسب سعة المشتركات وأهميتها. ويبقى لنا – نحن الذين نفكر بهذه الطريقة – حلم تأسيس مثل هذا الحزب، في العراق كعراقيين، |…|.
|…|.
فهل سنرى في المستقبل القريب نشوء
حزب عراقي
ديمقراطي
علماني
ليبرالي
مؤمن بـ المواطنة
وبـ العدالة الاجتماعية؟
هل سنشهد نشوء
حزب عراقي
وطني
إنساني
عقلاني
محب لـ السلام؟
هل سنشهد ولادة أحزاب مماثلة في كل المنطقة التي تهمنا، وتهمنا نجاحاتها في طريق عملية التحول الديمقراطي، من أجل بناء دولة ديمقراطية علمانية حديثة؟
انتهى في 14/12/2019 |والإضافات بين عمودين قبل النشر في منتصف ديسمبر 2019|.
كنا آنذاك قد أسمينا مشروعنا الذي انطلق في كانون الثاني 2011، وبعد مناقشات وطرح مجموعة خيارات وبالتصويت بالأكثرية بـ «التجمع العلماني»، واخترنا في نهاية نفس السنة أن نعرفه كالآتي: «تجمع يمهد لتشكيل كيان سياسي في العراق، ذي اتجاه علماني ديمقراطي ليبرالي، يعتمد الدولة المدنية، الضامنة للحريات العامة والخاصة، والقائمة على مبدأ المواطنة، والفصل بين الدين والدولة، والساعية لتحقيق العدالة الاجتماعية»، وختمت طرح المشروع في الجزء الثاني من كتابي «ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي» على الصفحة 406 بعبارة «وما زلت أحلم بولادة (التجمع الممهد) للتأسيس أو (الكيان السياسي) العلماني الديمقراطي الليبرالي، وأتطلع إلى بعث الحياة فيه، وليكن بدون ضياء الشكرجي». وللمؤسسين أن يختاروا أي اسم يرتؤونه، وسأضع النظام الداخلي بين أيديهم، ليتدارسوه ويعدلوا به ما يشاؤون، مع الحفاظ على المبادئ الأساسية، وهي:
1. الفصل بين الدين والسياسة.
2. المواطنة العابرة للانتماءات الدينية والطائفية والعرقية.
3. الليبرالية فيما هي الحريات والفكر والثقافة.
4. العدالة الاجتماعية.
سواء نسقتم معي في التأسيس من الناحية الفكرية وحسب، أو استفدتم من أفكار المشروع، وبادرتم بدوني للنهوض به، سأكون سعيدا برؤية انبثاق هذا الحزب، حتى لو تجر الإشارة إلى شخص يدعى ضياء الشكرجي، قدم يوما هذه المبادرة.
ويبقى تأسيس هذا الحزب ضرورة تاريخية، بقطع النظر عما إذا ستتحقق أهداف ثورة أكتوبر، أو لم تتحقق، أو سيتحقق جزء منها، وبقطع النظر عن نسبة هذا الجزء. أما إذا وجدتم حزبا قائما يلبي تطلعاتكم، وأردتم أن تنتموا إليه وتطوروه، فما أجده حتى الآن الأقرب إلى الملامح الخمسة والعشرين هو «التيار الاجتماعي الديمقراطي»، وإلا فيكون هو الحليف الأقرب إليكم، إذا لم تروا الانتماء إليه.
وشرط أرى اعتماده، إن وافقتموني عليه، وإلا فلكم القرار، وهو ألا يكون من المؤسسين عراقيون يقيمون خارج العراق، بما في ذلك مقدم المبادرة، بل لتؤسسه نخبة من داخل العراق، جلهم من الشباب من الجنسين، لاسيما من الذين شاركوا في انتفاضة أكتوبر، وبعد التأسيس يمكن فتح باب الانتماء للمقيمين خارج العراق، إلا إذا أردتم دعوة أحد من الخارج كضيوف إلى المؤتمر التأسيسي.