22 يونيو، 2024 12:25 ص
Search
Close this search box.

حزب الله و قبرص .. تعليق استباقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 في المجمل المختزل لهذا الموضوع الذي ظهرَ وانبثق فجأة في الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله , عبر توجيهه تحذيرا استباقياً لحكومة قبرص < اليونانية وليست التركية > من انها او بلادهم ستتعرّض الى نيران اسلحة حزب الله الفتاكة , اذا ما انطلقت المقاتلات الأسرائيلية من اراضيها او قواعدها , وبما في ذلك تقديم التسهيلات اللوجستية في حالة محاولة التعرّض لقصف مواقع  الحزب والبلدات الأخرى في الجنوب اللبناني . ( يُشار أنّ المسافة بين قبرص ولبنان تبلغ 48 , 849 كم ), ويُشار ايضاً لتواجد قاعدتين جويتين بريطانية في قبرص < قاعدة اكروتيري – جنوب غرب قبرص , وقاعدة ديكيليا – شرق قبرص > , الى ذلك فبالرغم من أنّ وزير خارجية قبرص السيد ” كونستانتينوس كومبوس ” – وربما بالعربية ” قسطنطينيوس ” سرعان ما ردَّ بأنّ بلاده لا تدخل في هذا المضمار ولا تفتح مجالها الجوي للطيران الحربي الأسرائيلي , وقد يغدو تصريح الوزير القبرصي صادقاً او ربما بما تمليه تأثيرات اعتبارات دبلوماسية آنيّة وليست دقيقة بنسبة 100 % 100 ولا يمكن الوثوق بها بشكلٍ مطلق ولا حتى نصفها .! , لكنّ ما ابتغينا التعقيب عليه هنا < استفهامياً وتساؤليّاً > فيكمن بأنّ من شروط قبول الحكومة القبرصية لوجود هاتين القاعدتين البريطانية ” منذ مطلع ستينيات القرن الماضي ” هو الزام والتزام حكومة المملكة المتحدة بالدفاع عن قبرص في حال تعرّضها ” لعدوان ” او هجوم خارجي , وبهذا الصدد فإذا < ما وقعت الواقعة ! > وكان تصريح الوزير كونستانتينوس هباءً دبلوماسسياً منثورا ! , فهل يعني ذلك او ما يمكن تفسيره وحتى تأويله بأنّ الطيران البريطاني سيشارك ويساهم مع الأسرائيليين في قصف الجنوب اللبناني والمواقع العسكرية للحزب .!؟

  هذا الحديث الحديث هو بلا شكّ يستبق اوانه بمسافةٍ زمنيّةٍ نوعية , بالرغم من وجوب التحسّب لكلّ الأحتمالات , ومن الصعب التصوّر أنّ قيادة حزب الله تخفى عليها مثل هذه الإعتبارات والمعلومات , التي ينبغي احاطة وتنوير جمهور القرّاء وعموم الرأي العام العربي بها , كما أنّ احتمال شنّ اسرائيل هجوماً على الجنوب اللبناني لا يمكن الجزم المطلق بصحّته وعافيته المفقودة .! فوزارة الدفاع الأسرائيلية وهيأة الأركان وعلى رأسهم او فوق رأسهم نتنياهو, حيث جميعهم في حيرةٍ من امرهم كما يبدو , وكأنهم يضربون الأسداس بالأخماس قبل التفكير الجاد بأتخاذ قرار الحرب المفترض , اذ مؤدّى ذلك هو الخشية والخوف من ردود فعل حزب الله النارية او نيرانها التي ستصبّ حممها في العمق الأسرائيلي ولا سيما منطقة ” الجليل” , وانّ تل ابيب ليست مستثناة من ذلك .. في أبعد واقصى استقراءات الإعلام من الزاوية العسكرية التجريدية , فليس مستبعداً أن ترسم وتضع تل ابيب خطّةً ناريّة من الجو والبر والبحر بقصفٍ مكثّفٍ قد يجعل معظم المناطق التي تتواجد فيها قوات حزب الله وامكنة انتشارها لتجعلها وكأنها كالأرض المحروقة وبما يكاد يوازي معظم اراضي القطّاع بنحوٍ ما , امّا القيام بهجومٍ برّي جبهوي مفترض , فأنه سيكلّف اسرائيل بما هو اصعب واخطر مما واجهته في حرب تشرين – اكتوبر لعام 1973والتي لم تصل نيران الجيوش العربية في حينها العمق الأسرائيلي .

ثُمَّ , وإذ لايمكن الإعتماد الكلّي المطلق على حسابات الإعلام الأستباقية والتخمينية ” مهما كانت دقّتها ” ولا الإرتكاز والإعتكاز عليها , فالمرجّح نسبياً وبشكلٍ او بآخرٍ أن تضطر تل ابيب ” رغم انفها ” للقبول بهدنة مؤقتة مع حماس في صفقة ٍمحددة لتبادل عددٍ محدد من الرهائن الصهاينة وأسرى فلسطينيين , كنوعٍ من المناورة التكتيكية تهدف فيما تهدف اولاً الى وقف هجمات حزب الله من الجنوب اللبناني او الشمال الأسرائيلي , والى وقف الهجومات الحوثية التي تؤرّق الملاحة البحرية في البحر الأحمر ثانياً , ولعلّ الأهم وما يوازي ذلك هو امتصاص غضب جموع الجنود الأحتياط للجيش الأسرائيلي الذين صاروا وقوداً للمعركة , وفقدوا مصالحهم الأجتماعية وارتباطاتهم العائلية وخسائرهم المالية منذ يوم 7 اكتوبر من السنة الماضية .! , إنّما يستلزم الأمر الإستعداد النفسي والعملياتي المسبق لما قد يفاجئ الفلسطينيين والعرب بما لم يكن في الحسبان .! وهذه من اولويات خطة رسم الحرب .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب