23 ديسمبر، 2024 12:02 م

حزب الله في مرمى النيران السعودية

حزب الله في مرمى النيران السعودية

هذه الحرب ماتزال بنيران وسائل الإعلام، ولم تصل الى مرحلة المواجهة المباشرة مع إنها تحصل في جبهات عدة وهناك حروب بالوكالة، أو حروب بين حزب الله وحلفاء المملكة العربية السعودية في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

بثت قنوات فضائية ممولة من الرياض برنامجا عن السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله، ويبدو إن البرنامج جاء بنتائج عكسية، فليس هناك الكثير من العناصر التي تمكن وسائل إعلام بعينها من الإضرار بشخصية تحتفظ بكاريزما عالية ولها تحالفات مع المنظمات الفلسطينية، وهناك تواصل بينها وبقية الفصائل التي تواجه إسرائيل، كما إن نصر الله جزء مهم جدا من إستراتيجية طهران في لبنان والمنطقة، وعلى جبهة الصراع مع إسرائيل، ولديه حضور لدى الشيعة لاجدال فيه يمكنه من الإحتفاظ بقوة معنوية كبيرة.

القنوات التلفزيونية التابعة لفريق 14 آذار تبث برامج عديدة هذه الإيام تستهدف الحزب، وتحاول ممارسة ضغوط عليه داخل لبنان وفي العالم العربي، وهي تتماهى مع الرؤية السعودية بشكل عام التي تحاول التركيز على إتهام الحزب بالإرهاب ومع المواقف المعلنة من دول في الخليج كدولة الإمارات التي طالب وزير خارجيتها عبدالله آل نهيان في مؤتمر الحوار العربي الروسي في فالداي بروسيا بإداراج الحزب والقوى الشيعية ومنها الحشد الشعبي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وساق ذلك المطلب كشرط للقضاء على التطرف السني المقابل المتمثل بفصائل جهادية عديدة بعضها ممول من دول الخليج، وبعضها مغضوب عليه.

الهجوم الأخير تمثل ببث صور حية لعناصر من حزب الله يقاتلون في اليمن الى جانب قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحركة أنصار الله، مايعني إن الحزب متهم ليس فقط بالقتال على الحدود الجنوبية للمملكة، بل بالتدريب وتسهيل عبور الأسلحة ووصولها الى الأراضي اليمنية، ويقابل ذلك مايساق من إتهامات للحزب بمناصرة القوى الشيعية في العراق وفي البحرين، والدور الذي يمارسه الحزب في سوريا حيث يقاتل قوى سنية مدعومة من واشنطن والرياض وعواصم خليجية.

دور الحزب في لبنان محط إتهام مباشر من فريق 14 آذار، ومن وسائل الإعلام خاصة في الظروف التي يتواجه فيها الحزب سياسيا مع القوى السنية التي تدعم الحضور السعودي في هذا البلد، وتؤشر قبولا بالدور الإيراني، وبالتأكيد فإن القرار الأخير الذي إتخذته الرياض بوقف العمل بالهبة المالية السعودية لشراء سلاح من فرنسا للجيش وقوى الأمن اللبنانية يمثل نوعا من المواجهة المتقدمة. حيث عبرت الرياض عن خشيتها من وقوع تلك الأسلحة بيد عناصر من الحزب، بينما منعت دول الخليج الأخرى رعاياها من التوجه الى بيروت، وطالبت المتواجدين هناك بالمغادرة فورا..

السعودية تعمل بوضوح على إدراج حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية، مايعني إن المواجهة مع إيران وحزب الله والشيعة ستكون ساخنة في الفترة المقبلة.