الاحداث والتطورات الجارية في بلدان المنطقة والتي تشير بصورة أو أخرى الى الآثار والنتائج والتداعيات السلبية الناجمة عن دور وتحرکات أذرع النظام الايراني فيها يبدو بأن التفجير المروع الاخير في بيروت قد وضع هذه الاذرع وفي المقدمة منها حزب الله اللبناني تحت المجهر وسلط الاضواء أکثر فأکثر على الدور السلبي الذي يقوم به على صعيد لبنان والملفت للنظر کثيرا هو إنه وعلى الرغم من عدم توفر أي دليل يثبت بأن الحزب متورط في تلك المصيبة الدموية لکن رغم ذلك يبدو واضحا من إن هناك توافق ضمني أکثر من واضح بين مختلف شرائح الشعب اللبناني بتورط الحزب في ذلك وکونه مسٶولا أساسيا عنه.
حزب الله اللبناني الذي طالما تمادى وأوغل في تفاخره بقوة دوره وتأثيره على الساحة اللبناني بل وحتى على صعيد المنطقة، والذي أصبح مثالا سيئا لأقرانه من الميليشيات والاحزاب الاخرى التابعة للنظام الايراني في بلدان المنطقة، يجد نفسه بسبب ذلك التفاخر والتمختر وبسبب المناورات والتحرکات والادوار السلبية المضرة التي قام فيها في لبنان، وجها لوجه أمام تحمل المسٶولية عن واحدة من المصائب والبلايا المأساوية التي جرت في لبنان ونقصد بذلك التفجير الاخير تحديدا. وقد کانت صحيفة واشنطن بوست، دقيقة ومعبرة عن وصف هذه الحالة کما نتحدث عنها عندما کتبت في مقال عن هذا الموضوع قائلة:” حتى الساعة لا يوجد أي دليل حاسم على أن هذه المواد استخدمها حزب الله، أو أنه يملكها، وهي التي أدى انفجارها في 4 أغسطس، إلى مقتل ما لا يقل عن 177 شخصًا وجرح أكثر من 6000 آخرين، ولكن لكونه الأقوى عسكريا في لبنان، فإن ذلك وضعه في قلب موجة الغضب العارم الذي اجتاح لبنان اعتراضا على الطبقة السياسية الحاكمة وعلى السلاح غير الشرعي.” وتسطرد الصحيفة بأن موجة الغضب هذه وصلت إلى بيئة حزب الله، وبحسب الصحيفة، حيث تزايد أعداد الشيعة ضمن الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق، وقام المتظاهرون الغاضبون ضد الفساد والإهمال بشنق دمى السياسيين بينهم زعيم حزب الله حسن نصر الله في ساحة الشهداء بوسط بيروت، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها لهذا السب علنا في الميادين. ولعل هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، قد أصاب کبد الحقيقة عندما وصف الوضع المشبوه لحزب الله قائلا: “حزب الله في مأزق، والخناق يضيق حوله”، مضيفا: “إنها معضلة. إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. إنهم يعرفون أن المزاج السائد في لبنان لا يدعمهم حقا”، والحقيقة التي يجب أن لانتغافل عنها أبدا هي إنه ليس حزب الله اللبناني ونسخته العراقية ومن حذا حذوهما من أذرع النظام الايراني في مأزق بل إن النظام الايراني هو بنفسه في مأزق وأي مأزق، مأزق عويص وإن مايجري لأذرعه هو في الحقيقة رد فعل وإنعکاس لمأزق وأزمة النظام الايراني الحادة ذاتها، وذلك مايعيد للأذهان مرة أخرى مشبوهية الدور الذي تقوم به هذه الاذرع وضرورة فك إرتباطها بالنظام الايراني کما أکدت وتٶکد المقاومة الايرانية على ذلك وتشدد عليه ولاسيما إن هذا النظام وهو يسير بإتجاه مصير مجهول محفوف بالمخاطر يبدو واضحا من إنه يسحب معه أذرعه وأذنابه أيضا نحو ذلك المصير!