تعددت الأحزاب والتيارات السياسية بعد السقوط، وأصبح لها حضور ونشاط ملحوظ على الساحة العراقية، وبدأت تلك الأحزاب في جمع اكبر عدد من المؤيدين لها وبطرق متعددة منها مشروع ومنها غير مشروع، ومن ضمن تلك الأحزاب حزب (الفضيلة الإسلامي) الذي يتخذ من الشيخ اليعقوبي مرجعاً روحياً له، هذا الحزب الذي تأسس بعد السقوط لا يملك أي حضور شعبي أو سياسي ولكنه يملأ الشارع بالضجيج ويعتبر نفسه هو الحزب الوحيد الذي يمثل الخط الإسلامي، هذا الحزب الذي يملك أربع مقاعد برلمانية فقط بعد أن غادر عن سربه النائب صباح الساعدي وهو رجل دين وأتصور إن شخصية مثل صباح الساعدي عندما يترك هذا الحزب فبالتأكيد هناك شيء في الخفاء وان الرجل أكتشف أمور تتنافى مع الثوابت الإسلامية ومع الفضيلة التي يحمل شعارها هذا الحزب، لذلك أعلن انسحابه من هذه الكتلة ومن الحزب وليكون عضواً مستقلاً داخل مجلس النواب، النائب الآخر هو النائب جعفر الموسوي وهو من الشخصيات التي لا يمكن أن ينكرها الشارع العراقي من خلال وقفته البطولية في محاكمة الطاغية صدام، وأيضاً هذا الرجل ترك الفضيلة وهو الآن نائب ضمن كتلة الأحرار الصدرية، وهذا خير دليل على خلو حزب الفضيلة من الفضيلة وإلا لما تركها هؤلاء النواب الذين كان يعتبرهم حزب الفضيلة من خيرة رجاله، ولا يمكن أن ننسى اللافتات التي ملأت الشوارع تمجيداً بالشيخ صباح الساعدي عندما كان ضمن كتلة الفضيلة، وها هو اليوم الشيخ الساعدي يكشف الفساد ويقاتل من أجل فضح المفسدين فلماذا لايسانده حزب الفضيلة وينشروا له لافتات تحية ومساندة لهذا العمل، أليس كشف المفسدين عمل شرعي وأنتم كما تدعون حزب إسلامي لماذا لا تقفون معه يا دعاة الفضيلة، لماذا لا يصدر مرجعكم فتوى تشجع على كشف الفساد وتؤيد الشيخ صباح الساعدي في جهوده التي أربكت الحكومة لأنه يتحدث بالوثائق والأدلة؟ أم إن هذا الصمت وعدم الوقوف مع الشيخ صباح الساعدي لأنكم ضمن منظومة الفساد التي تستشري في جسد الدولة العراقية، أعتقد وبالعودة إلى رقم مقاعد الفضيلة في مجلس النواب وهو ستة مقاعد وانسحاب اثنان منهم يعني ثلث ممثلي الفضيلة انسحبوا من هذه الكتلة لأنهم لم يجدوا فضيلة على أرض الواقع، والمتابع لكيفية دفاع نواب الفضيلة عن وزارة العدل لاكتشفتا إنهم لا يملكون من الفضيلة شيء وإلا كيف تغتصب نساء عراقيات داخل سجن وزارة يديرها حزب يدعي انه إسلامي ويسعى لنشر الفضيلة ولم نسمع منهم استنكار أو إدانة، ولكن سمعنا منهم صراخ وزعيق في الدفاع عن هذه الوزارة، وكأنها ملكاً صرف لهم، ولم نسمعهم يدافعوا عن أي وزارة غير وزارة العدل، كفاكم كذباً وتسويق شعارات لا تنطلي على الشعب العراقي الذي يعرفكم جيداً، حاولوا أن تعيدوا حساباتكم جيداً، وأن تعرفوا حجمكم الحقيقي وأن لا تتطاولوا على الذين أكبر منكم حضوراً وتأريخاً وجماهيراً ومواقف، وكما يقول المثل (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة) فبيتكم ليس من زجاج بل هو أهون من بيت العنكبوت، وأرى إنكم بحاجة إلى الكثير من الفضائل، فلا تتحدثوا بالفضيلة بعد اليوم فأنتم أبعد ما تكونوا عنها.