15 أبريل، 2024 12:01 م
Search
Close this search box.

حزب الفضيلة الاسلامي ، اصالة الانتماء ومبدئية القيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

(رداً على الافتراءات)

بسم الله الرحمن الرحيم
(أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون)
يبدو ان التصحر الذي تعيشه العملية السياسية هذه الايام جعل مواقع التواصل الاجتماعي وفرسان النت يتلمسون الاثارة وتحريك الجو في كل سانحة ورائحة فكلما هدأت عاصفة هنا اثيرت عاصفة هناك.لا اشك ابدا بأن الحملة التي نظمتها بعض صفحات التواصل الاجتماعي بدعوى كلام ذكره خطيب الجمعة في بغداد وهنأ فيه الشعب العراقي على تحقيق منجز وطني كبير بأدراج الاهوار على لائحة التراث العالمي آملاً ان تستعيد تلك المناطق التي نكبت بالتجفيف والتشريد جزءا من عافيتها بعد ان اصبحت جزءا من الموروث الثقافي العالمي ومن المحميات الطبيعية وتمنى الخطيب في الوقت ذاته ان لاتتعرض تلك المناطق لأستهداف ثقافي جديد وان يتم حفظ قيم المجتمع واخلاقياته من الاختراق الذي يلازم حركة السياحة في المنطقة، اقول اني لا اشك ابداً بأن الحملة الواسعة التي شُنت ضد الخطيب هي حملة منظمة وموجهة بدواعي التسقيط السياسي ، وأرجو ان لايطالبني الكثيرون ممن اسهموا في هذه الحملة -ولو بتكثير السواد- بالدليل على قولي لان ردي عليهم هو انكم لم تأتوا بأي دليل على ما افتريتموه في صفحاتكم من تهم طال اجترارها وغثّ بالتهافت سمينها، سوى أدعاء بعضكم بأنه يقسم بالله على مايقول، فهل قبلتم قَسَم غيركم ليُقبل قسمكم؟
ورغم ملاحظاتي الشخصية عن بعض الذين ركبوا موجة الافتراء على خطيب الجمعة وتلونهم -كما تشهد كتاباتهم- بحسب المراحل والانظمة السياسية وإيغالهم في الكذب والافتراء للحد الذي ادعى بعضهم لنفسه نَسَبا شريفا ليس هو من اهله، فأني اود ان اورد جملة ملاحظات:
– بعض الذين استثيرت حميتهم بسبب خطبة الجمعة المذكورة ممن نصبوا انفسهم امناء على حضارة الجنوب هم في واقع الأمر لم يعرفوا تلك المناطق الكادحة الا عبر الانترنت او في سفرة سياحية عابرة فهل يزايدوننا نحن الذين سفكنا دماءنا وأيتمنا عيالنا في الانتفاضتين المباركتين عام ٩١ و ٩٩ في تلك المناطق الكادحة ؟ ولعل أكثرهم لايعلم بأن حزب الفضيلة الاسلامي من اكثر الجهات التي تبنت موضوع ادراج الاهوار على لائحة التراث العالمي ودعمته من خلال بيانات الامين العام السابق وخطاباته واتصالاته بالمعنيين (راجع الصفحة الشخصية للسيد هاشم الهاشمي) ووجود عضو من كتلة الفضيلة في مجلس محافظة ذي قار ضمن اللجنة العليا لملف ادراج الاهوار على اللائحة العالمية وهو المهندس حسن وريوش الاسدي ابن الاهوار وساكنها. – إن تكرار التهم البالية التي ابتدعها الطابور الخامس في البصرة منذ العام ٢٠٠٥ لهو اوضح دليل على خواء جعبة (أصحاب الإفك) وعجزهم عن أن يأتوا بجديد يعضد تهمهم المفتقرة للدليل مما حدا ببعضهم أن يجترح (دليلا) بتقوله على سماحة المرجع اليعقوبي باطلا لايدعمه الا يمين غموس لا يتردد امثاله في افترائه على الله.
– من دلائل منهجية هذه الهجمة الاعلامية وتوجيهها انها أعشت أعين بعض المحللين والمتابعين للشأن العراقي فأغفلوا الممارسة الديمقراطية الرائعة والفريدة في عمل الاحزاب العراقية التي جرت على مستوى القيادة لحزبنا المجاهد والمتمثلة بتداول المسؤولية وانتقالها من الامين العام السابق لحزب الفضيلة الاسلامي بعد انتهاء فترة ولايته الى الامين العام المنتخَب ، فبادر بعضهم -للاسف- بالانسياق وراء الافتراءات والترويج لها، واغفلوا -رغم وعيهم- تلك الممارسة الديمقراطية الرائعة وتجاهلوها.
– اذا كان البعض يرى في الاخلاق قيدا او زائدة دودية يسعى للتخلص منها بمناسبة او بدونها فأن المسار الذي ينتهجه هذا الخط المبدئي هو المحافظة على الاصالة الحضارية لبلدنا العريق وحفظ قيم المجتمع ولا حاجة لإعلان ذلك في مناسبة معينة بل هو نهج نتبناه ونسير عليه وندعو له وسيتواصل سعينا في هذا الطريق بالوسائل التي اتاحها الدستور وحددتها القوانين النافذة.
– لا استبعد ضلوع جهات وشخصيات لها مراكز مهمة (دينية وحكومية) في هذه الحملة الموجهة، وغايات تلك الجهات تتعدى موضوعة الاهوار والسياحة والاخلاق.
– من دواعي التفاؤل ان نجد كثرة من اصحاب الرأي والنخب المثقفة والشباب الواعي لحجم التحديات ومخاطر الاوضاع الراهنة وهم يضعون ايديهم بأيدينا للعبور بهذا البلد الصابر نحو شاطيء الامان ، وقد عبروا عن ذلك بوسائل شتى ، فأوجه الشكر والتقدير لأولئك الاصلاء الذين لم تصم قعقعة الحصى في مجرشة الافتراء اسماعهم عن صوت الحق.انه لمما يزيدنا ايمانا وتمسكا بهذا النهج المبارك الذي اخترناه بإرادة ووعي هو العجز المتزايد لأعدائه عن النيل منه ومن مرجعيته التي يزداد اشراقها يوماً بعد اخر ، نعم ربما كان سيفت في عضدنا انه طريق صعب وموحش لولا لطف الله تعالى وتوكلِنا عليه (فاصبر لحكم ربك فانك بأعيننا). اخيرا اقول ان الكثيرين ممن ساهموا في العمل الاجتماعي والسياسي بعد سقوط الدكتاتورية في العراق قد انخرطوا في ذلك من بوابة العمل الاسلامي بسبب فاعلية الحركات الاسلامية وقربها من المجتمع ودعم المرجعية الدينية للعمل الاجتماعي، وهذا لايعني ايمان جميع المنخرطين بهذا العمل بمباديء الخط الاسلامي وخطابه السياسي بل اعتبروه مجرد بوابة للعبور وقد تكشفت لاحقا سرائر البعض منهم ودوافعهم ، على ان هذا بحد ذاته لايفسد للود قضية فهو مجرد اختلاف في وجهات النظر ، ولكن المفسدة تكمن فيمن نصب نفسه لعداوة الدين والتدين فهؤلاء اظهروا -كما هو واضح من الشواهد- من الحقد والاسفاف ماعجز عنه سواهم.اجدد المباركة للعراق بكل مكوناته ولأهلنا السومريين الاصلاء ، ابناء الاهوار العظيمة اعتراف العالم بأجمعه بحقهم في المستقبل بعد ان سلّم العالم بأجمعه بدورهم في صناعة تاريخ الانسانية ، فمن بين تلك القصيبات الشامخة بزغت شمس الحضارة وعلى الواح صنعت من تلك القصيبات سطر الجنوبيون أول أحرف الكتابة ، وشكرا لكل من ساهم في نيل هذا الاستحقاق الوطني الكبير (كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب