23 ديسمبر، 2024 4:20 م

حزب العدالة والتنمية.. حلم السلطنة يضيع تركيا

حزب العدالة والتنمية.. حلم السلطنة يضيع تركيا

حزب العدالة والتنمية حزب سياسي تركي يصنف نفسه بأنه يتبع مسار ، معتدل، غير معادٍ للغرب، يتبنى رأسمالية السوق، يسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

يقول البعض أنه ذو جذور إسلامية، وتوجه إسلامي علماني، لكنه ينفي أن يكون “حزبا إسلاميا”، ويحرص على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية.

يقول أنه حزب محافظ ويصنفه البعض على إنه يمثل تيار “الإسلام المعتدل”، وهو الحزب الحاكم حاليا في البلاد، يرأسه الآن أحمد داود أوغلوا، وصل الحزب إلى الحكم في تركيا عام 2002.

تم تشكيل الحزب من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي، الذي كان يرأسه نجم الدين أربكان، الذي تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 حزيران 2002، وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة.

يطلق عليه البعض العثمانيين الجدد، وهو ما أقره الحزب على لسان احمد داود أوغلوا عام 2009، عند اجتماعه بعدد من قيادات الحزب، يقولون عنا العثمانيون الجدد، نعم نحن العثمانيون الجدد، ليؤكد أن الدور التركي اليوم في المنطقة، يستند إلى حلم إعادة الدولة العثمانية من جديد، ليكون قادة الحزب السلاطين الجدد.

استغل الغرب والصهيونية هذا الحلم لدى الأتراك، لإسناد دور جديد لتركيا، يتلخص بالتخلي عن فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، والتوجه نحو الشرق الأوسط، لقيادة العالم الإسلامي السني، لتحقيق عدة أهداف، أولها حرف أنظار المسلمين السنة المعتدلين عن الجمهورية الإسلامية في إيران، إملاء الفراغ الذي تعاني منه الساحة السنية، بعد فشل آل سعود في قيادة الإسلام السني.

كان أسطول الحرية الذي انطلق من تركيا، لكسر الحصار عن غزة، الخطوة الأولى على طريق تولي تركيا دور القائد السني، ثم إنهاء الحرب مع حزب العمال الكردي التركي، من خلال اتفاق ساهم في إنضاجه رئيس إقليم كردستان العراق، بإيحاء من أمريكا، لتبدأ تركيا رحلتها نحو السلطنة.

البداية من سوريا، بعد أن اعد الغرب وأمريكا والصهيونية وأذنابهم في المنطقة، الأدوات الأزمة لتحقيق الحلم التركي، فكان الجيش الحر وجبهة النصرة ومن

بعدهما داعش، لتتحول المنطقة إلى جبهة حرب بين هذا الفصائل مع بعضها من جهة، ومع الجيوش في العراق وسوريا من جهة أخرى، لتثمر المعارك عن توسع لداعش في الأراضي السورية والعراقية.

وصلت المعارك إلى كوباني السورية الكردية، التي كانت القشة التي قصمت ظهير البعير، حيث وقفت تركيا بين عهودها للأكراد وبالخصوص مسعود البارزاني، وبين أبوتها لداعش، وبين أمريكا والغرب، الذي شعر بإحراج شديد أمام العالم، لعدم تقديم المساعدة لقوات الدفاع الكردي عن كوباني، وامتناع تركيا عن تقديم الدعم والمساعدة للمدافعين عن كوباني، مما دفع كيري إلى وصف الموقف التركي بغير الأخلاقي، في مؤشر على بداية تصدع علاقة تركيا مع أمريكا والغرب.

بداية لضياع حلم السلطنة الذي عاش عليه قادة حزب التنمية التركي، الذي قد ينتهي بغياب شمس تركيا عن المنطقة، وانزوائها لتعالج جراح عميقة، ليس من السهل تجاوزها على الأتراك، وقادة حزب العدالة والتنمية…