22 ديسمبر، 2024 8:06 م

حزب الدعوة والنجاة من البلايا

حزب الدعوة والنجاة من البلايا

نجاحات وإفرازات متحققة، تبشر بدخول العراق مرحلة جديدة من تاريخه المرير، بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في يوم الأربعاء 30 نيسان 2014، التي أدت الى تحول الخارطة السياسية بجميع معطياتها عن الشخص الأوحد، والوتد الثابت خلال ثماني سنوات مضن، عزمت بعض الأحزاب والقادة السياسيين، بضرورة الشروع لتغيير خارطة العراق السياسية التفردية، التي أنتجها المالكي خلال فترة حكمه.

عاد المالكي الى العراق عام 2003 بعد سقوط نطام البعث القمعي، وحصل على وظيفة مستشار رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، وترأس لجنة اجتثاث البعث، وعضواً في لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب.

تفاجأ المالكي في بادئ الامر باختياره منصب رئيس الوزراء، كمرشح تسوية لكنه أنتهز الفرصة ليحتل المنصب في 20 مايو 2006، متعهدا بقيادة قوية وموحدة للعراق..!

كان ضعيفا سياسيا لا يملك حنكة القيادة، ولم يستطع إخراج نفسه من نظرية المؤامرة، حتى قرر في عام 2008 شن هجمات على ميليشيات جيش المهدي التابعة للسيد الصدر “صولة الفرسان”، داهم خلالها الجيش العراقي مقرات ميليشيات جيش المهدي في مدينة البصرة، بهجمات تفتقر الى التخطيط، والخدمات اللوجستية، والدعم السياسي من القادة الآخرين، أو الغطاء الجوي.

بعدها وبقدرة قادر استطاع على أنهاء المظاهر المسلحة بحملة قمعية واسعة، وكان هو القائد الشيعي الوحيد الذي ضرب معاونيه ومن أوصله للحكم، بعد ذلك قام بمعارك مختلفة في الموصل وأطرافها، بعد خروجه من حرب الشوارع بات أكثر شعبية وقوة من ذي قبل، حيث بدأ بمخالفة معارضيه ومحاولة تصفيتهم كطارق الهاشمي، ورافع العيساوي.

لم يسلم الساسة الشيعة من تناقضاته وازدواجيته في التعامل مع الملف العراقي بشكل عام والملف الامني على وجه الخصوص، فقد كثرت عربات الموت بمختلف مناطق العراق.

إن أقصاء أي طرف من العملية السياسية، في بلد تعددي مثل العراق، مع ديمقراطية فتية؛ سيفرز بذلك صدامات مسلحة لا محالة، أختلف المالكي مع أغلب كوادره المتقدمة في حزب الدعوة، نتيجة لإبعاده إياهم؛ وتقريبه لعشيرته وأنسابه.

بطبيعة الحال لم يكن هو الوحيد الذي تأثر بلمعان الكرسي وبهرج الحكم، فكانت نهايته انهيار منظومته القيمية التي جاء هو ومن معه من الساسة لبناء عراق حر، ديمقراطي، فدرالي، لكن الديمقراطية بقدرة قادر تحولت الى النقيض، والحرية الى عبادة الإله الواحد، والفدرالية الى تقسيم طائفي وضياع معظم المحافظات الغربية، أضافة الى فساد سياسي منقطع النظير.

مهما كان ويكون سيبقى العراق أكبر من شخصنة الأفراد وانفرادية الشخوص، فأن ضاقت على أهله عوادي الدهر ومردياته سينهض من جديد معافى بحوله تعالى