23 ديسمبر، 2024 6:36 م

حزب الدعوة .. والعبادي …. والشلاه ….. والشرقية

حزب الدعوة .. والعبادي …. والشلاه ….. والشرقية

الشعوب تفتخر برجال كانت لهم لمسات على تاريخها ، او غيروا مجرى التاريخ بتضحياتهم من أجل تحرر شعوبهم ، مثلنا في ذلك كثير من العلماء والمفكرين والمثقفين ، ولكني سوف اقتصر على سيرة مهمة ومؤثرة للسيد الشهيد الصدر (قدس) ، وبالرغم من نبوغه الفكري والفقهي ، إلا انه انطلق ليترك بصمات واضحة على تاريخ العراق الجديد ، فسجل التاريخ له مواقف مهمة في وقوفه إمام الطخمة البعثية التي كانت حاكمة آنذاك ، فكان حق لنا ولتياراتنا الإسلامية أن نفخر بهذه الشخصية ، ومع أن الكثير من التيارات الإسلامية حملت فكر الشهيد الصدر (قدس) ، إلا أن حزب الدعوة يحاول في طريقتهم الحزبية التقديسية والمثالية ربط الحزب بالمبادئ الإسلامية والشهيد محمد باقر الصدر كمؤسس ومرشد ومتبنى وموصى به إلى آخر حياته. ولكن ذلك تمويه على الحقائق وعلاقة الدعوة بالإسلام والصدر فيها مد وجزر.
رجال الدعوة اليوم جاءوا لحكم العراق على أرث هذا الاسم ، وكان المفترض ان يكون هذا التاريخ حاضراً في أدبياتهم وسلوكهم السياسي ، ومع جل احترامنا لتاريخهم الجهادي ضد الدكتاتورية ، إلا أن هذه الأدبيات كانت عكس هذا التاريخ الطويل من التضحيات والإيثار .
المستغرب اليوم لهذه المواقف الغريبة من رجال يحملون هذا الإرث ، فمنذ حكم السيد المالكي منذ دورتين ، وانهالت علينا المشاكل تلو المشاكل ، فمن أعادة البعثين إلى السلطة ، والى مراكز القرار المهمة ، ومؤسسات أمنية ، حتى أصبحت مكشوفة ، بل الأكثر من ذلك ، أصبحت المعلومة السرية تباع بأسرع وقت إلى الجماعات الإرهابية ، وبالتالي وقوع اكبر عدد من الضحايا الأبرياء جراء هذه العمليات الإرهابية .
الاتهامات  المتبادلة بين الأطراف السياسية هي الآخر أصبح أمر مستغرب ، كونه يؤكد على الضعف في الرؤى السياسية لدى هولاء السياسيين ، فاتهام إطراف سياسية في داخل التحالف الوطني ، بأنها تدعم (داعش ) ، والآخر يحاول تسقيط خصمه السياسي ، فما تابعناه من تصريح للنائب حيدر العبادي ، والذي يتهم فيه السيد عمار الحكيم بأنه داهم للإرهاب ، وداعش تحديداً .
طيب ، أذن أين آليات وأنظمة التحالف الوطني ، ناهيك عن كون الاثنين يمثلون أقطاب كبيرة في التحالف الوطني ، ويمثلون أعلى سلطة في الدولة العراقية ، ويملكون زمام الأمور السياسية والتنفيذية ، أذن ياترى ماهي الدوافع التي جعلت من العبادي يتهم اطرافاً هم الأقرب إلى حزبه ، مع العلم لا يمكن لأي عاقل التشكيك بمدى حرص السيد الحكيم على إقامة الدولة الحديثة ، وعلى أسس متينة ، كما أن الأخير عبر في أكثر من موقف أنه داعم لأي موقف حكومي ضد الإرهاب وأينما كان .
أنها الانتخابات ، والتي عندما تأتي تسقط  كل القيم والمبادئ السياسية ، ليحل محلها الاتهامات ، وسياسة التسقيط السياسي ، والذي أصبح مكشوفاً تماماً أمام الجمهور ،ما أن يقترب موعد الانتخابات حتى تظهر الملفات ، وتبدأ الحرب المعلنة بين الأطراف الصديقة .
بالتأكيد هذه التهجمات ، ضد إطراف حليفة ، لاتوجد له قراءه سوى انه ضعف سياسي واضح ، وعدم القدرة على مجاراة الواقع الاجتماعي للشعب العراقي ، وبالتالي العجز الواضح في اقناع الجماهير ، ونيل أصواتهم ، لهذا تراهم يلجؤون إلى سياسة تسقيط الخصوم لسد العجز ، والا اليس الاولى أن يكون هناك برنامج علمي واضح لدى حملة لواء القانون ، واقناع جمهورهم بهذا البرنامج ؟!  ، أليس الأولى أن يكون هناك نتاج مقدم ، لكي نقنع الجمهور ان هناك انجازات ، وهناك انتصارات ، وآخرها ما تحقق في مجال الكهرباء والإنتاج 24 ساعة ؟!!  .
أو الانجاز الكبير في ضرب الإرهاب في الصحراء ، والذي نحن معه قلباً وقالباً ، بل القلوب والدعاء مع جيشنا الحبيب وهو يدك معاقل الإرهاب في الصحراء ، ولكن أليس الأولى ان يكون هناك تحرك مماثل في طوز خرماتو ، ومدن ديالى الأخرى الأسيرة بيد الإرهاب ، فلماذا هذا التحرك وفي هذا التوقيت بالذات ، مع العلم ان الجميع يعلم  حجم الإرهاب والإرهابيين في الصحراء الغربية فلماذا دفعنا بجيشنا البواسل في هذا التوقيت بالذات ، ولم ندفع بهم عندما كانوا اعداداً قليلة ؟! .
هذه التصريحات للسيد العبادي ، والنائب الشلاه  من على  قنوات الفتنة والنفاق ، وهي تبث سمومها لبث الفرقة والفتن بين أبناء الشعب الواحد ، هذه القنوات التي أصبحت بين ليلة وضحاها من معارضة للسيد المالكي وحكومته إلى صديقة ، بل من أكثر القنوات اعتدالاً ؟!! يا ترى ما هو الثمن ؟
مايحدث اليوم في العراق ينذر بعواقب وخيمة قد لا تحمد عقباها وتقود البلد إلى المجهول ، أذا لم يتدخل صوت العقل والحكمة ويتغلب على منطق السلطة التي تريد حرق الأخضر واليابس ، وتسخير كل الإمكانيات لتسقيط منافسيها ، وأينما كانوا ، من أجل المحافظة على مكاسبها حتى لو كان الثمن دماء العراقيين .
كما نتمنى أن لايكون هناك خلطاً للأوراق في التعامل مع الملفات الأمنية ، والتركيز على القضاء على فلول الإرهاب والقاعدة الإجرامية .
من أراد الفوز والانتصار في ملحمة الانتخابات ، عليه أن يكون صادقاً مع نفسه ، ومع تطلعات شعبه في العيش بحرية وهناء ، فبدل لغة التسقيط السياسي عبر الفضائيات المعادية ، والتي تتغذى على دماء الشعب العراقي ، اجعلوا التنافس بالبرامج  والرؤى لهذا الشعب الجريح ، وكونوا أقوياء ، لان البلد ينجح بالأقوياء والشجعان ، ولا يتقدم بالجبناء والمتخاذلين .