18 ديسمبر، 2024 8:34 م

حزب الدعوة والأمتحان العسير

حزب الدعوة والأمتحان العسير

أكتسب حزب الدعوة أصالته من عوامل مهمة أبرزها وُلادته من رحم المرجعية المتمثلة بالشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله و صاحب فكرة تأسيسه ومقرر مبادئه وواضع نظريته الأسلامية البحته أولا لم تؤشر عليه أرتمائه  أو دعما من أي جهة خارجية عربية كانت أو أسلامية ثانيا , صلابة مناضليه وشجاعة رجاله ثالثا أسلوب تنظيمه الخيطي رابعا عوامل حَمْلت مناضليه كثيرا من الأذى والتشريد والسجون والأعدامات طالت الدرجة السابعة من الأقارب والمعارف والعشيرة وأمتدت لمصادرة العقارات والمساكن والممتلكات وحَرْمَة الزواج من عوائلهم وأقاربهم وأمعنت كثيرا بالأذى والأسى والأنتقام باعتبارهم الخطر القادم  تجاه النظام البعثي  الفاشي في ذلك الحين , عاش في غربة متنقلا في بقاع الأرض قدم القرابين من الشهداء , لم ينحني أويُداهن الطاغوت وجلاوزته , لالشيء سوى حب المبادىء والقيم المزروعة في ذاته وقادته ومؤسسيه , حانت ساعة النصر لتنتقل المبادىء لساحة التطبيق والنظرية للعمل في عراق الخير بعد عام 2003 ومارافقها من دخول  المحتل ليستلم الحزب قيادة الدولة  وزمام سلطتها التنفيذية رافقها أنقسام  الحزب على نفسه نتيجة لتولد قناعات لدى قادته برزت بعد استلام السلطه الى ( تيار الأصلاح , المركز , تنظيم الداخل  وتنظيم العراق ) . حقيقة الأمر أمتحان عسير للمبادىء والقيم التي تربوا عليها وآمنوا بها , نقولها بمنتهى الصراحة ونكران الذات إنهم لم يفلحوا في النجاح  بهذه المهمة  المعقدة التي خسروا بها الكثير من قاعدتهم الجماهيرية ومناضليهم يمكننا ان نسجل لهم هنا وهناك بعض النجاحات غير المحسوبة بمنظرها العام ,بدأت بتدهور البلد أمنيا , أقتصاديا , أجتماعيا و فسادا طال كل مؤسسات الدولة باستثناء البعض  من الشرفاء الذين نقف لهم أجلالا وأكبارا لمواقفهم النبيلة ,أضاعوا على أثرها فرص كان بالأمكان ان تُوظف لتوسيع قاعدتهم الجماهيرية والأحتفاظ بمناضليهم و تسجيل تاريخ مشرف لبناء دولة وزرع مبادىء وتطبيق نظريه تكون نبراسا للثوار في العالم أجمع , أصاب الشعب نتيجة لذلك الكثير من الظلم وتفشي المحسوبية والمنسوبية والرشوة شكلت عبأ على كاهل البلد ودمار الشعب مكنة قوى الظلام من أستغلالها والتسلل عبر مسبباتها لتشكل واقعا مرا على حياة العراقيين عموما , تكشفت هذه الأوراق تباعا من سقوط المدن وأشاعة الجريمة وأعمال العنف وسيادة الفساد وبيع الضمائر وأنتهاك الحرمات وعصابات الخطف والتزوير رسمت بمجملها خطوط سوداء على حياة العراق بخريطة مساحته العريضة ,فلا نظرية إقتصادية واضحة المعالم تنسج واقعا لخير البلد تُنظم به الواردات والصادرات والضريبة والرسوم الكمركية , والمستورد  ولعبت بعض العصابات التخريبية أدوارا في تهريب العملة الصعبة  بعملية غسيل الأموال وأرسالها لأيادي أجنبية بالتعاون مع البعض من العراقيين المتنفذين وساهمت بشكل فعال بقبر الصناعة المحلية والأعتماد على المستورد وتدهور الواقع الزراعي وأحالة الكثير من الأراضي الزراعية لضيع وفلل ومقاطعات تناوشتها وعبثت بها يد الفساد وبؤر المجاميع المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة والقانون ,بارقة أمل نطل منها على بعض التغييرات  دفعنا  للتساؤل بصوت غير مسموع أين كانت المؤسسات الرقابية والقانونية ودوائر النزاهة والمفتشين العامين وكتل الأحزاب والتحالف الوطني ولجان مجلس النواب والمحافظات  ومنظمات المجتمع المدني ووو الكثير من هذه المسميات التي لاتغني ولاتسمن عن هذه الفضائح ؟؟, نجزم ان امام حزب الدعوة أمتحان عسير لتجاوز محنته ونقد تجربته وأعادة هيكيلته , الوقت لازال بيد الخيرين لأصلاح الحال ومحاسبة المفسدين من أعضائه , وتطهير جسده من الأدران الخبيثة التي علقت بجلبابه مؤخرا والسعي الجاد لأعادة ثقة الشعب به  وتجاوز معوقاته .