في المنطق السياسي السائد لا يمكن ان تتأكد الاخلاق السامية التي تعلمناها من السيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر “قدس الله سرهما” ولا يمكن ان نعترف الا بحقيقة واحدة ان هؤلاء السياسيين هم اسلاميون بالشكل واللحى وميكافيليون بالمضمون والممارسة.
فمن الخطأ الفادح اعتبار هؤلاء قدوة حسنة لنا لان مؤدى ذلك يؤدي الى الاحباط والاهتزاز والانقلاب على كل حالات التدين السلوكي والتدين العقائدي الذي عشنا فصوله في العهد السابق سواء في المعتقلات او في ساحات المواجهة مع النظام البائد.
الكثيرون قد صعقوا وصدموا عندما كانوا لا يميزون كثيراً بين النظرية الدعوتية والتطبيق وبين المفاهيم والمصاديق وبين الفكرة والممارسة وبين مبادىء الحزب وشعاراته وبين الواقع والمتوقع الذي عاشه الدعاة، فاعرف احد الاخوة المهاجرين المجاهدين طلب من احد شيوخ الدعوة في منطقته بان يخطب له فتاة وصلت الى المهجر مؤخراً مع اخيها فما كان من الشيخ الا ان استجاب وذهب لطلب يد الفتاة لذلك الشاب الذي استغاث به ولجأ اليه فتحدث سماحته مع الفتاة واخيها بان فلان يريد ان يطلب يد اختك على سنة الله ورسوله وهو انسان مهذب ومؤدب ولكنه مفلس ولا يمتلك ما يمكن ان يكون عوناً لهذه الفتاة في المهجرومعاناته وهذا الشاب – والحديث للشيخ – مجاهد وشجاع ولكنه يقضي معظم اوقاته في مقرات الجهاد ويترك زوجته عند اهلها فماذا تقولان؟ فرفضت الفتاة واخوها مشروع الخطوبة بعد صور الرعب والضياع والفقر التي كرسها سماحة الشيخ لديهما.
فنقل الشيخ للشاب رفض الفتاة واخيها لطلبه فتقبل الشاب هذا الرفض بقبول حسن لان الامر يتعلق بارادة وحرية الفتاة كاهم شرطين في الزواج ولكنه فوجىء بعد اقل من شهرين بان سماحة الشيخ قد خطب الفتاة لنفسه فتزوجها وسط ذهول وجنون ذاك الشاب الذي كفر بمبادىء الشيخ ففر هارباً الى اوربا مصدوماً تاركاً سجادة الصلاة ومفاتيح الجنان في غرفته في مدينة قم المقدسة!!!
وعشت لحظات عصيبة في حوار جرى في زنزانات الامن العامة بين احد الدعاة ومعتقل اخر اعترف عليه نفس الداعية الذي كان يعاتبه بسبب الاعتراف عليه ويمكن ان يبرئه امام الحاكم المجرم مسلم الجبوري في محكمة الثورة باعتباره لم يكن داعية سابقاً ولم يعمل مع الاسلاميين فرد عليه الداعية وعنفه بقوة وهل انا ظلمتك عندما اعترفت عليك بل انا هديتك الى الطريق السوي والمنهج القويم والصراط المستقيم فلولا اعترافي عليك هل ستجد فرصة للصلاة والصيام والعبادة في الزنزانة واذا كنت خارج المعتقل هل تجد فرصة للخشوع والركوع والخضوع لله الواحد القهار فلماذا تلمني فعليك ان تقدم الشكر والامتنان لاني متفضل عليك ان هداك الله للايمان والتقوى والهدى بسببي!!!
بهذه العقلية التي يعيشها الاخرون من الدعاة تساقط الكثير على طريق الدعوة وانهار وانقلب على عقبيه وتحول الى حاقد ومعاند ورافض لكل ما هو اسلامي.
واخر كان معنا من الدعاة يعلمنا اساليب الدعوة الى الله ويطرح علينا المحاضرات في السجن ويحرضنا على التمرد على اوامر الدولة البعثية ولكنه عندما طالبتنا سلطات السجن سنة 1984 بضرورة التبرع بالدم لجرحى الحرب العراقية الايرانية من ضباط الجيش العراقي كان هذا الداعية المحاضر اول من تبرع بالدم بحجة الحجامة واخر تبرع وتطوع بحجة الاستخارة لان استفتتح بالقرآن فظهرت له آية ” فمن تطوع خيراً فهو خير له” بينما نحن الشباب لم نتبرع بالدم ولم نتطوع الى الجبهة ولو شكلياً من اجل اثبات حسن السلوك امام السلطات العراقية!!!
وثمة حقائق خطيرة سأضطر الى حجبها لانها تتعلق بالمساعي الحميدة في غرف التحقيق في الامن العامة وهو معلومات خطيرة قد تمس حرمة الشهداء ومواقفهم فاعرض عنها تقديساً لاولئك الشهداء الذين صدقوا مع ربهم ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” فصدق الله معهم فهم في ” مقعد صدق عند مليك مقتدر”
ولكنني ساكشف كل الحقائق المتعلقة باولئك في السلطة الدعوتية الذين تاجروا بالدماء وحصدوا ثمرات التضحيات التي سطرها ابناء الحركة الاسلامية في العراق فسيكون عنوان مقالي القادم ( عامر الخزاعي وحسن السنيد سوءات الدعوة الذين قبحوا تأريخ الدعاة)